دعمت الإعلان عن استقلال إقليم كوسوفو الصربي، من جانب واحد، ست دول أوروبية هي: بلجيكا و فرنسا و إيطاليا و بريطانيا و كرواتيا و ألمانيا و شاركتها في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية.و قد ظهرت النوايا الحقيقية لهذه الدول من وراء تأييدها للألبان في خطوتهم الانفصالية من خلال البيان الذي طلعت به علينا مساء يوم الأحد الماضي حيث أعلنت عن دعمها لهذا القرار- غير القانوني- موضحة أن الإقليم سيدخل تحت حماية الاتحاد الأوروبي. إذا الهدف ليس فقط شق أرض عن وطنها الأم بل و احتلالها. هذا الموقف الشاذ لهذه الدول السبع أحرج مجلس أمن هيأة الأممالمتحدة، الذي وجد نفسه فجأة أمام أمر واقع عاجز عن اتخاذ قرار فيه حتى الآن. ففي حالة تمرير هذا الموقف السياسي غير الطبيعي على المنظومة الدولية فإن السلطة ستكون بيد الاتحاد الأوروبي و ليس في حوزة الألبان كما يتوقع الانفصاليون. و مما يؤكد النوايا الاستعمارية للاتحاد الأوروبي اجتماع وزراء خارجيته في اليوم التالي (الإثنين 18/2/2008) ببروكسل للخروج بقرار إرسال بعثة أمنية و إدارية متكونة من 1800 شخص تحل محل بعثة الأممالمتحدةبالإقليم. "" يعتبر عدد من السياسيين الأوروبيين و الأمريكيين هذا التوجه السياسي الأمريكي في قضية كوسوفو قنبلة موقوتة لا أحد يدري ساعة و مكان انفجارها. و هذا ما حاول التحذير منه كل من الممثل السابق للولايات المتحدةالأمريكيةبالأممالمتحدة (2005-2006) ج. بولتون و وزير الدولة الأمريكي السابق (1992-1993) و مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق (2001-2007) المختص في قضايا الأمن الدولي ب. رودمان. و للتذكير فقط كل هذه الشخصيات الثلاث شغلت مناصبها في إدارات الرؤساء الجمهوريين. بالرغم من أن أمريكا تحاول إقناع الرأي العام الدولي أن كوسوفو حالة خاصة و استثنائية فإن العديد من الدول لم تنخدع بهذه الوعود الواهية سيما و أن عددا من الانفصاليين في دول العالم قد أعلن عن رغبته للركوب على التجربة الألبانية بالإقليم المذكور و من بينهم الانفصاليون الإسبان. هذه الظاهرة الشاذة و المخلة بالأعراف و القوانين الدولية المتعلقة بإعلان الاستقلال بدأت من الحديث عن حكم ذاتي للإقليم و ها هي اليوم تنتهي بالانشقاق. فهل يعني الحكم الذاتي في السياسة الأمريكية و حلفائها الأوروبيين الخطوة الأولى نحو الانشقاق؟