أعلن الانفصاليون الألبان عن استقلال إقليم كوسوفو الصربي من جانب واحد ضاربين الأعراف و القوانين الدولية عرض الحائط غير مبالين بهيأة الأممالمتحدة. و لماذا سيهتمون بهذه المنظمة الهزلية إذا كانت الولاياتالأمريكية تؤيدهم في ذلك؟ إذا ما دام الدركي الدولي أعطى الإشارة الخضراء فلا حاجة للمنظومة الدولية. ما دام الأمر كذلك فهل بقيت مشروعية لتواجد الأممالمتحدة خصوصا أنها مؤسسة غير منتجة بمعنى أنها تقتات من مصاريف دول العالم بما فيها الجنوبية؟ "" الانفصالية منهجية خطيرة تسنها أمريكا لخلق دويلات ضعيفة يسهل حكم قبضتها عليها بهدف امتصاص خيراتها و بسط نفوذها أكثر فأكثر على الساحة. لقد صدق الأخ حسن أبو عقيل عندما قال أن السياسي الأمريكي يخدم مصلحة شعبه قبل نفسه. لكن ما لم يقله الأخ، الذي أكن له كل احترام و تقدير رغم اختلاف الآراء في بعض الأحيان، هو أن تلك المصلحة الوطنية التي يكرس لها نفسه الأمريكي تكون على حساب الشعوب المستضعفة. و هنا نتذكر قولة للإمام علي كرم الله وجهه: "ما اغتنى غني إلا بفقر فقير". إنني أحق جيدا أن بعض المغاربة قد يساندون الألبان في انفصاليتهم بدافع من الدوافع و قد يوجهون لي انتقادات ربما تصل درجة الحدة، لكن أريد تذكيرهؤلاء الإخوة بأن تأييد ألبان كوسوفو يعني دعم الانفصاليين المغاربة. تصوروا لوهلة لو أن هذا التصرف يصبح عرفا دوليا متداولا فماذا سيكون مصير وحدة ترابنا الوطني الذي دافعنا عنه بالنفس و النفيس؟ إن إقليم كوسوفو أرض و مهد الحضارة الصربية جعلت منها الدول الاستعمارية "مسمار جحا" لتفكيك ما تبقى من يغسلافيا. و لا نعلم دور من المرة القادمة؟ هكذا من يعتبرهم المغرب أصدقاؤه يحفرون له هوة الانفصالية في الوقت الذي يدعون تأييد مقترحه بخصوص حل قضية وطنية شائكة. فمن هم الأمريكان أصدقاء لنا أم خصوم؟ بالنسبة لي فالجواب واضح وضوح الشمس لأن الحياة علمتني أن أحكم على الصديق ليس من خلال كلامه المعسول بل من خلال تصرفاته.