أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) أنها أخذت علماً بالقرار الصادر عن وزارة التجارة الأميركية القاضي بتطبيق رسوم تعويضية أولية بنسبة 23.46 في المائة على الصادرات المغربية من الأسمدة الفوسفاطية، بناءً على شكاية تقدمت بها شركة "موزاييك" في يونيو المنصرم. وكانت "موزاييك"، وهي شركة أميركية لإنتاج الفوسفاط، تقدّمت بشكاية إلى وزارة التجارة الأميركية، ادّعت فيها أن "صادرات مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط نحو أمريكا تستفيد من دعم من الحُكومة المغربية، وتلجأ إلى بيع إنتاجها بثمن مُنخفض". وتُؤكد مجموعة OCP أنه "لا يُوجَد أساس لفرض رسوم على واردات الأسمدة المغربية في السوق الأميركية"، مشيرةً إلى أن هذا الإجراء "يُضِرُّ بالفلاحين الأميركيين من خلال حرمانهم من الوُصول إلى مصدر موثوق من الأسمدة عالية الجودة، في وقت تُكافح الزراعة الأميركية تداعيات انخفاض المداخيل في السنوات الأخيرة". وأشارت المجموعة المغربية إلى أنها "تعاونت بشكل كامل مع الجهات المختصة في الولاياتالمتحدة الأميركية خلال المرحلة الأولى من النظر في هذا الملف"، وشدّدت على أنها "ستُواصل الدفاع عن موقفها في المرحلة الثانية من العملية التي يُرتَقب أن تنتهي بحلول شهر مارس 2021". ومن المقرر أن تُطبَّق هذه الرسوم الأميركية على صادرات الفوسفاط المغربي ابتداءً من فاتح دجنبر المقبل، على أساس أن يتم تعويض مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بخصوصها في حالة كان القرار النهائي في صالحها. وتُمثل السوق الأميركية ما بين 10 في المائة و15 في المائة من صادرات الفوسفاط المغربي. وقد قرّرت المجموعة وقف صادراتها قبل أشهر عقب تقدم شركة "موزاييك" بطلبها إلى وزارة التجارة الأميركية. ولدى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط "الثقة في أن تُبيِّن المرحلة الثانية من النظر في هذا الملف من طرف المصالح الأميركية أن شكاية مُوزاييك لا تقوم على أساس يَقضي بفرض رُسوم على واردات الأسمدة المغربية". وأكّدت كنزة مركاوي، المديرة التنفيذية للشؤون القانونية في مجموعة OCP، في تصريحات لهسبريس، أن "المجموعة تؤمن إيماناً عميقاً بسُوق تنافسية عادلة ومنفتحة، سواء في السوق الأميركية أو الأسواق الأخرى التي تشتغل فيها، وتشتغل دائماً في امتثال كامل للقواعد والقوانين المعمول بها والتجارة الدولية". وأكّدت مركاوي أن دفاع المجموعة "يَمُر أيضاً عبر التعاون الكامل مع السلطات الأميركية لطرح كافة الحُجج، وذلك بالتعاون مع الحكومة المغربية التي يستهدفها الطلب أيضاً"، مضيفة أن هذه العملية "ستستمر حتى يتم اتّخاذ القرار النهائي في نهاية مارس المقبل". وأفادت المسؤولة، ضمن تصريحاتها، بأن "المجموعة واثقة تماماً من أن استمرار التعاون والدفاع عن مواقفها خلال المرحلة الثانية سيؤكد غياباً كاملاً لأساس فرض هذه الرسوم التعويضية الأولية على واردات الفوسفاط المغربي". من جهته، قال جمال الدين بنصاري، المدير التنفيذي المكلف بالشؤون التجارية في مجموعة OCP، إن شركة "موزاييك" تُسيطر على السوق الأميركية باعتبارها أكبر منتج في أميركا، وأشار إلى أنه في حالة أكّدت السلطات الأميركية قرارها في مارس المقبل فإن الشركة ستكون في وضع شبه احتكاري. وأكد بنصاري، في تصريحات أدلى بها لهسبريس، أن هدف مجموعة OCP هو "خدمة المزارع الأميركي في ظل ظروف منافسة عادلة وفق موازين السوق"، وأشار إلى أن "طلب شركة موزاييك لا يخدم الفلاحة الأميركية بشكل عام، على اعتبار أن هناك مَخاطر تُواجه المزارعين". وجواباً عمّا إذا كانت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ستنسحب من السُّوق الأميركية في حالة تم تأكيد قرار فرض الرسوم في شهر مارس المقبل، قال بنصاري إنه "لا يتمنى ذلك"، مُبدياً ثقته في أن يكون القرار النهائي مُنصفاً. وتدفع تطورات هذا الملف إلى التساؤل حول الدوافع التي جعلت شركة "موزاييك" تقدّم طلبا غير مُستند إلى أساس ضد صادرات الفوسفاط المغربي، خصوصاً أن الشركة الأميركية تُواجه صعوبات مالية مُنذ أشهر.