تطلعات مستمرة لا تزال تصدح من منطقة القبايل بغية تحقيق الاستقلال عن المركز الجزائري؛ فلا الرقابة المفروضة على حركة "الماك" المقيم أغلب أعضائها بالمنفى، ولا الجائحة منعت سكان من التعبير عن موقفهم بقوة. وموازاة مع المساندة اللامشروطة التي تقدمها الجزائر ل"البوليساريو"، تتواصل موجة الاعتقالات والمحاكمات في صفوف قيادات القبائليين، آخرهم لونس حمزي، الذي قدم أمام محكمة سيدي أحمد بمحكمة العاصمة الجزائر، بتهم واهية تقول حركة الماك. فرحات مهني، رئيس حكومة المنفى للقبايل، أورد أن أكبر همّ يعتري اشتغالات الوزراء الآن هو حالة تفشي الجائحة في المنطقة، وتضرر السكان المحليين منها بكثرة، وعدم تمكن الجزائر من توفير الأسرة والأدوية؛ ما جعل حالات الوفاة ترتفع. وأضاف مهني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الوضعية في القبايل درامية، وتتسم بكثرة الاعتقالات والمحاكمات في صفوف حركة "الماك"، وهي المنظمة الداعية إلى استقلال منطقة القبايل عن ما تعتبره احتلالا جزائريا لأراضيها. وأشار المتحدث إلى أن مواقفه لا تتغير، القبايل مصرة على مغادرة سفينة الجزائر التي تمضي نحو الغرق. النظام الجزائري يخطط لتحويل القبايل إلى كبش فداء، والقوى الدولية تدعم النظام في هذ الشأن، وهي عازمة بالفعل على إبادة شعب القبايل، عبر عملية سميت ب"صفر قبايلي". من جهته، يرى منير كجي، فاعل أمازيغي من المغرب، أن علاقة القبايل بالسلطات المركزية الجزائرية ظلت متوترة على الدوام، منذ أحداث 1963، التي تزعمها الحسين آيت أحمد، وشهدت مواجهات مع الحكومة الجزائرية، لأسباب عديدة. وأضاف كجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن العسكر يتعامل مع المنطقة باحتقار، على جميع الأصعدة، والبداية من البنيات التحتية والاعتراف اللغوي ثم الأطر والكوادر، مسجلا أن النتيجة كانت خروج حركة الماك للمطالبة باستقلال القبايل. وبخصوص معطى الاستقلال عن الجزائر أورد المتحدث أنه من الممكن أن يطول؛ لكن المشروع السياسي قائم، والأمر مطروح على الصعيد الدولي، كما أن نسبة مقاطعة القبايليين للدساتير والانتخابات كبيرة ولا تعطي الشرعية للحكومة.