"القبائل والاحتلال الجزائري"، عنوان محاضرة ألقاها فرحات مهني، قائد حركة "الماك" رئيس حكومة القبائل المنفية، دامت ما يقرب الساعتين من الزمن بجامعة مولود معمري بمدينة تيزي وزو، وخلقت احتقانا كبيرا في الجارة الشرقية الجزائر، حيث طالبت شريحة واسعة من الجزائريين بتوقيف عميد الجامعة ووالي المنطقة، لترويجهما فكرا "انفصاليا"؛ فيما يصر قبائليون على أن الأمر عاد وبسط لرأي حاضر بقوة وسط الناس في المنطقة. واستعرض مهني، الذي يستقر في فرنسا ويثير جدلا كبيرا في الجزائر، فصولا من تاريخ الصراع بين منطقة القبائل والعاصمة الجزائر، إذ أسقط مفهوم الوطن عن الجزائر، واعتبر هندستها الحالية صنيعة فرنسية، ولا علاقة لها بتاريخ ممتد، فقد عاشت على وقع الاستعمارات المتوالية، كما لا تتشابه القبائل مع المناطق الأخرى بأي شكل من الأشكال، لا على مستوى اللغة أو العادات أو التاريخ. وفرحات مهني سياسي قبائلي أسس الحركة من أجل تقرير مصير القبايل سنة 2002، وسحبت منه السلطات الجنسية الجزائرية عقب ذلك، ليكون حكومة مؤقتة بالقبائل مكونة من 11 وزيرا، بينهم سيدتان، ونصب رئيسا لها، وهو ما اعتبره جزائريون "خيانة عظمى". لكن مهني متشبث بحق "الشعب القبائلي" في تقرير مصيره، والخروج من "سطوة الجزائر"، خصوصا أن السياق في بلد "المليون شهيد" يعرف صداما واسعا حول السلطة. الناشط الأمازيغي منير كجي أورد أن "ظهور حركة انفصالية في منطقة القبائل حتمية تاريخية، بحكم أن السلطة الجزائرية تعاملت مع القبائليين بالعنف والتهميش والاغتيال، بدءا بالربيع الأمازيغي في الثمانينيات والربيع الأسود في بداية الألفية"، مشددا على أن "العسكرة تؤدي إلى الانفجار". وأضاف كجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "فرحات مهني زعيم سياسي له مشروع يدافع عنه، قدمه للأمم المتحدة، وتتعاطف معه العديد من دول العالم"، مشيرا إلى أن "الجالية القبائلية في أوروبا وأمريكا وكندا قوية ولها نفس المواقف"، وزاد: ""الماك" حركة استطاعت في فترة وجيزة أن تزاحم القوى التقليدية في القبائل". ولفت المتحدث ذاته إلى أن "المغرب يراقب بحذر أوضاع الجزائر، فلا السلطة ولا الطبقة السياسية والمثقفة علقت بإسهاب حول الأمر"، مشيرا إلى أن "الجميع ينتظر ما الذي ستسفر عنه نتائج الصراع الدائر بين العسكر الذي يقوده القايد صالح والشعب"، ومؤكدا أن "القبايل لها دور محوري في الأمر باعتبارها منطقة ملهمة للجميع".