نظمت حركة المطالبة بالاستقلال الذاتي لمنطقة القبايل، اليوم الاربعاء 20 ابريل، مسيرة مليونية جابت شوارع تيزي وزو وذلك احتفالا بالذكرى 36 للربيع الامازيغي.. وردد المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالاستقلال عن الجزائر وتقرير مصير المنطقة، متجاوزين بذلك المطالب التقليدية التي دأبت الحركة الامازيغية على رفعها في ذكرى الربيع الامازيغي، الذي انطلقت شرارته في 20 ابريل 1980، بعد منع محاضرة كان من المقرر ان يلقيها الكاتب ماولود معمري يوم 10 مارس من نفس السنة حول الشعر القبايلي القديم..
وتسعى "الحركة من أجل الحكم الذاتي بمنطقة القبائل"، التي أعلنت عن قيام حكومة مؤقتة بباريس يراسها المغني فرحات مهني، إلى إقامة حكم ذاتي ببلاد القبائل قائم على برلمان وحكومة مرتبطين بالحكم المركزي بالجزائر، وذلك لتجنيب البلاد خطر التفكك والمآسي..
و يصر فرحات مهني، الذي يعيش في المنفى منذ 209، على أن حركته سلمية وديمقراطية وتمد يدها الى صناع القرار بالجزائر بحثا عن حل سياسي حكيم لوضع منطقة القبائل التي يعتبر أن طلاقها السياسي مع السلطة الجزائرية المركزية مستهلك وواضح..
ويقول فرحات مهني في حوار صحفي سابق حول مطالب الحركة، إن هناك صراع سياسي بين منطقة القبائل والإدارة المركزية بالجزائر حول قضايا متعددة منها: الهوية، اللغة... وقد وصل هذا الصراع إلى مستوى متقدم ترتب عنه قتل العديد من الشباب المتظاهرين.. وعندما وصل الصراع إلى هذا الخطر الذي بات يهدد بانفجار البلاد بدأ التفكير يتجه نحو إستراتيجية "الحكم الذاتي" كحل سياسي لهذا الصراع الذي أخذ أشكالا متعددة خاصة وأن منطقة القبائل لها موارد بشرية واقتصادية تؤهلها لإقامة هذا المشروع...
ويعتقد مهني أن "الحكم الذاتي" هو الكفيل بحل كل "الإشكاليات التي تتخبط فيها ساكنة المنطقة في علاقتها مع السلطة المركزية، حيث ستتم معالجتها بشكل حضاري في إطار مؤسسات قانونية الشيء الذي سيخدم الجزائر في نهاية المطاف". ويرفض النظام الجزائري اي حديث عن مطالب الحركة رغم انه لا يكل ولا يمل من ترديد الاسطوانة المشروخة لانفصاليي البوليساريو بشأن "تقرير المصير" في الصحراء المغربية، ولا يتوانى في دعمهم بالمال والعتاد والدفاع عنهم في المحافل الدولية وشراء الذمم والأصوات لضرب وحدة المغرب الترابية، لا لشيء سوى لعقدة نفسية تكمن في أعماق المسؤولين الذين لا يزالون يحنون إلى عهود العرب الباردة والقطبية الثنائية..