قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن العلاقات بين الرباط وباريس "قوية ومتميزة وتقوم على قيم ومصالح وشراكة مثمرة". وأضاف بوريطة، في تصريح صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم الاثنين بالعاصمة الرباط، أنه تطرق في لقائه بالوزير الفرنسي لملف الصحراء المغربية في ضوء التطورات الأخيرة وقرار مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى الملف الليبي. وأوضح بوريطة أن المغرب وفرنسا لديهما "قناعة مشتركة في الموضوع الليبي، وهي ألا تُصبح ليبيا مسرحا للتدخلات، أو نتيجة لعبة محصلتها صفر. سيكون الحل ليبياً وسياسيا أو لا يكون". وفيما يتعلق بمنطقة الساحل، شدد وزير الخارجية المغربي على عزم المملكة "مواصلة التزامنا إلى جانب بلدان منطقة الساحل، خصوصا في هذا السياق الانتقالي الحالي للعديد من بلدان المنطقة". وأشار بوريطة إلى أن زيارة لودريان هي الثالثة إلى المغرب كوزير لأوروبا والشؤون الخارجية، معتبرا ذلك دليلا على "متانة وكثافة وانتظام العلاقات بين البلدين". وتابع وزير الخارجية أن الحوار مع فرنسا، "ككل مرة، يكون صريحا ومثمرا"، مردفا أن هذا الحوار يستحضر العلاقات الثنائية، والتعاون متعدد الجوانب في كثير من المجالات؛ "إذ على المستوى السياسي، تتسم مشاوراتنا ببعدها الاستراتيجي. وعلى المستوى الاقتصادي، تعد فرنسا الشريك التجاري الثاني للمغرب. وفي المجال الأمني، تعتبر مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية موضوعين أساسين، إضافة إلى التبادلات الإنسانية والثقافية التي تمثل نقاط قوة في علاقتنا". "لم تكن هذه الزيارة مجرد فرصة للتأكيد على العلاقات الاستثنائية القائمة على الاحترام المتبادل الذي يوحد بلدينا، بل أيضا مجالا لإعادة تأكيد طموحنا المشترك لمواصلة تعزيز علاقاتنا. فالصفاء الذي يميز العلاقات بين البلدين يعد بمثابة محرك (وليس عائقا) لتنميتها"، يردف الوزير بوريطة. واعتبر أن الظروف الوبائية الاستثنائية أتاحت "فرصة للتعاون الوثيق، على عدة مستويات، خاصة القنصلية منها. كما يجب أن يمكننا هذا السياق من اغتنام جميع الفرص المتاحة في إطار من التكامل". ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى أنه مع اقتراب الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لعملية برشلونة، يطمحُ أن "يكون المغرب وفرنسا عنصرين فعالين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وحث الاتحاد الأوروبي على اغتنام الفرص المتاحة بالمنطقة من خلال إجراءات ملموسة، دون النظر إلى التحديات فقط".