يجري جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، جولة في عدد من دول البحر الأبيض المتوسط، يبدأها اليوم الجمعة من تونس للبحث في ملف نحو عشرين تونسيا من فرنسا يشتبه في أنهم متطرفون وتطالب باريس بطردهم. الزيارة مقررة منذ مدة، لكنها ارتدت أهمية أكبر إثر هجوم نيس الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص أواخر أكتوبر الفائت على يد التونسي المشتبه فيه ابراهيم عويساوي، الذي وصل منتصف شتنبر إلى أوروبا عبر هجرة غير قانونية. وبعد زيارة إلى روما صباح الجمعة، من المنتظر أن يلتقي دارمانان في تونس نظيره توفيق شرف الدين، ووزير الخارجية عثمان الجرندي، ورئيس الحكومة هشام المشيشي. وقالت مصادر فرنسية إن الوزير سيقدم للسلطات التونسية والجزائرية قائمة بأسماء رعاياهما الذين يتواجدون في فرنسا بطريقة غير قانونية ويشتبه في أنهم متطرفون وتطالب باريس بطردهم. وأكدت المصادر ذاتها أن نحو عشرين تونسيا صدرت في حقهم أحكام ولم يتم ترحيلهم إلى اليوم بسبب القيود المفروضة جراء وباء "كوفيد-19". ولم تعلق السلطات التونسية على هذه الزيارة التي ستناقش خلالها ملفات التعاون في مجال الاستخبارات والهجرة غير القانونية ومكافحة الارهاب. وسجلت البلاد ارتفاعا كبيرا في عدد محاولات الهجرة في العام 2011 إثر سقوط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، ثم شهدت بعد ذلك انخفاضا لتعود إلى الارتفاع من جديد اعتبارا من العام 2017، تزامنا مع غياب الاستقرار السياسي وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويصعب تحديد ما إذا كان المشتبه فيه ابراهيم عويساوي (21 عاما) قد خطط للعملية انطلاقا من تونس أو بعد الوصول إلى أوروبا عبر مسارات الهجرة غير القانونية في منتصف شتنبر. وتعهد رئيس الحكومة التونسية بتعاون الشرطة والقضاء مع السلطات الفرنسية التي تحقق في الهجوم. وتضم فرنسا 231 أجنبيا مقيمين بطريقة غير قانونية وملاحقين بشبهات تطرف، 70% منهم ينتمون إلى أربع دول، ثلاث منها من المغرب العربي، فضلا عن وروسيا التي يزورها دارمانان في الأيام المقبلة.