بالرغم من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" خلال موسم 2020، فإن أنشطة القطاع الفلاحي لم تتوقف على صعيد جهة بني ملالخنيفرة سواء على صعيد الضيعات أو على مستوى وحدات الإنتاج، حيث ساهم استمرار هذه الأنشطة الفلاحية في تزويد السوق الداخلية بالمنتجات الفلاحية واستقرار نسبي للأثمان. ويتميز الموسم الفلاحي الحالي 2020/2021 بحالة استثنائية، تتمثل في انتشار الجائحة وقلة التساقطات المطرية، حيث إلى غاية بداية شهر نونبر تمّ تسجيل فقط 27 ملم، بالإضافة إلى تراجع الواردات المائية على مستوى سدي بين الويدان والشهيد أحمد الحنصالي. ويُعد تناقص الموارد المائية من أكبر التحديات التي ستواجه القطاع الفلاحي على صعيد المنطقة السقوية التابعة لنفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة في حالة استمرار الظروف المناخية الصعبة الحالية. ولأجل هذه الغاية، اتخذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بجهة بني ملالخنيفرة تدابير عديدة مصاحبة تتمثل في وضع آليات لإحكام تنفيذ عملية توزيع المياه والرفع من وتيرة المراقبة لضمان حماية المغروسات التي تعتبر من الأولويات والعمل قدر الإمكان على إنجاح عملية الزرع لبعض المزروعات الإستراتيجية (الشمندر السكري وتكثير الحبوب). يقول آحساين رحاوي، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، إن تدابير عديدة قد اتخذت تهدف إلى خلق الظروف الملائمة لإنجاح الموسم الفلاحي مع الأمل في تحسين الظروف المناخية. وتتمثل هذه التدابير بالنسبة لسلسلة إنتاج الشمندر السكري في فتح نقط توزيع عوامل الإنتاج على المنتجين بالمراكز الفلاحية ومراكز الاستشارة الفلاحية ابتداء من شهر شتنبر. ومن التدابير المتخذة، أيضا، تحديد المساحة المبرمجة حسب الكمية المائية التي ستمنح لدائرة بني موسى والدائرة السقوية لبني عمير، والتزام المنتجين الموجودين بشبكة الري الكبير لضمان مواصلة سقي بقعهم بواسطة وسائلهم الخاصة في حالة تسجيل خصاص أو انقطاع في مياه السقي السطحية. وبالنسبة لتقدم سير عملية زرع الشمندر السكري، أوضح المسؤول ذاته أنه تمّ إلى غاية 3 نونبر الجاري توزيع عوامل الإنتاج على مساحة 6500 هكتار وزرع مساحة تقدر بحوالي 5000 هكتار. أما بخصوص سلسلة انتاج الحبوب الخريفية فقد جرى فتح 44 نقطة لبيع البذور المختارة والأسمدة بمراكز التنمية الفلاحية ومراكز الاستشارة الفلاحية وتخصيص 150.000 قنطار من البذور المختارة لجهة بني ملالخنيفرة. وفي الإطار ذاته، جرى تحديد أثمنة بيع البذور المختارة حسب الأصناف بالنسبة للموسم الفلاحي 2020/2021 مع مواصلة دعمها، حيث تمّ دعم القنطار من القمح الصلب ب200 درهم وقنطار القمح الطري ب175 درهما وقنطار الشعير ب325 درهما. وأشار آحساين رحاوي إلى أنه بالرغم من الظروف المناخية الصعبة التي ميزت سنة 2020 والوضع الصحي الخاص الذي فرضه وباء كوفيد 19، فإن إنتاج بعض السلاسل الإنتاجية التي دخلت في مرحلة الجني ستعرف إنتاجا جيدا حسب التوقعات الأولية، إذ من المتوقع أن يرتفع إنتاج الحوامض بنسبة %30 بالنسبة للموسم الفلاحي 2020/2021 مقارنة مع الموسم الفارط 2019/2020 بإنتاج إجمالي يصل إلى ما يقارب 500.000 طن؛ وذلك راجع إلى تأثير درجات الحرارة المعتدلة نسبيا التي تزامنت مع فترات الإزهار و تكوين الفاكهة. وأضاف: "أنه من المتوقع، أيضا، أن يرتفع إنتاج الزيتون بنسبة %25 خلال الموسم الفلاحي 2020/2021 مقارنة مع الموسم الماضي بإنتاج 250.000 طن؛ وذلك راجع لعوامل عديدة: أهمها هطول الأمطار خلال شهري أبريل وماي والتي كان لها الأثر الإيجابي على نمو و تطور الفاكهة. ويُنتظر وفق التوقعات نفسها أن يعرف إنتاج الرمان ارتفاعا نسبيا ليصل إلى 53.000 طن، وكذلك جودة في المنتوج نظرا لاستفادة هذه الزراعة من دورات مائية منتظمة خلال الموسم الفلاحي 2019/2020. ومن أجل ضمان تزويد طبيعي للأسواق المحلية لأجل تلبية حاجيات الاستهلاك، أبرز المدير الجهوي للفلاحة أن المكتب الجهوي لتادلة سيعمل على وضع برنامج للخضروات الخريفية مع الأخذ بعين الاعتبار الموفورات المائية والظروف المناخية المتغيرة لفصل الخريف.