أدت التحركات الأخيرة لجبهة البوليساريو في المنطقة الحدودية إلى تضرّر مهنيي النقل، الذين وجدوا أنفسهم عالقين في الطريق الوطنية الرابطة بين مدينة الداخلة ومعبر "الكركرات"، بعد إقدام مجموعات صحراوية مدنية على غلق النقطة الحدودية منذ أيام. وتفيد المعطيات الميدانية المتوفرة بأن عشرات شاحنات نقل البضائع والسلع المتجهة ظلت عالقة في مدينتيْ العيونوالداخلة، وتأثرت كذلك الشاحنات القادمة من فواعل إفريقية بتداعيات غلق المعبر الحدودي، حيث توجد أزيد من 700 شاحنة عالِقة محملة بالخضر والفواكه في نواكشوط، حسب أحد المهنيين. وأعربت المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، في بيان توصلت به هسبريس، عن استنكارها لممارسات جبهة البوليساريو التي أفضت إلى تعطيل شاحنات النقل الدولي للبضائع والسلع والمواد الاستهلاكية المغربية، ومنعها من متابعة طريقها بالمنطقة العازلة. وسجلت المنظمة عينها "استفزاز السائقين المهنيين والاعتداء اللفظي والجسدي عليهم؛ ما تسبب في تعطيل عملية العبور، وإغلاق المعبر الحدودي الكركرات"، داعية "الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية، والتدخل الفوري لحماية المقاولات المغربية والسائقين المهنيين من الاعتداءات". كما نادت الهيئة سالفة الذكر ب"توفير كل المتطلبات الأساسية؛ من مواد غذائية وأدوية، للسائقين المهنيين ومساعديهم العالقين بالأقاليم الجنوبية في هذه الظروف الاستثنائية"، مناشدة، أيضا، المجتمع الدولي من أجل "تحمل مسؤولياته في مراقبة هذا المعبر الحدودي الذي تقع مسؤولية حماية العابرين له على عاتق بعثة الأممالمتحدة"، حسب البيان. وفي هذا الإطار، أورد مصطفى شعون، الكاتب العام المركزي للمنظمة، أن "الاعتداءات تتكرر بصفة سنوية، بسبب قيام عناصر تابعة للبوليساريو بإغلاق المعبر الحدودي، بل وتخريب الطريق المؤدي للكركرات"، مبرزا أن "مئات الشاحنات القادمة من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء ما زالت عالقة في موريتانيا". وشدد شعون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "وزارة الخارجية، ومعها وزارة الداخلية ووزارة النقل، مطالبة بفتح قنوات الحوار مع مهنيي النقل في موريتانيا، قصد توفير المواد الغذائية للمواطنين المغاربة"، مشيرا إلى "الجهود الكبيرة التي يقوم بها السائقون طيلة فترة الطوارئ الصحية، بعد غلق الحدود".