عقب التطورات الأخيرة في فرنسا، تقول "الإيسيسكو" إنّه في وقت يستقبل المسلمون في كل أنحاء العالم شهر ربيع الأول لعام 1442ه، الذي يوافق مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الذي جاء هداية ورحمة للعالمين، تتابع المنظمة ب"قلق تنامي الإساءة الممنهجة لشخص الرسول في الخطاب الإعلامي والسياسي لبعض المسؤولين الرسميين في فرنسا". وتؤكّد منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أنّ هذا النّهج "يثير مشاعر الغضب والحزن والصدمة لدى ما يزيد عن مليار ونصف مليار مسلم عبر العالم، ويؤجج الكراهية بين الثقافات والشعوب، تحت مبررات واهية لا تستقيم منطقا أو شرعا أو قانونا، هي جريمة القتل المعزولة التي ارتكبها شخص متطرف ضد مواطن فرنسي يعمل أستاذًا لمادة التاريخ والجغرافيا في إحدى المؤسسات التعليمية في فرنسا". وتدين وتستنكر "الإيسيسكو" "هذه الجريمة البشعة"، وتبطل "أي تبرير ديني لها"، معتبرة أنّها "مخالفة صريحة للمبادئ السامية لدين الإسلام الذي يرقى بجريمة القتل المفردة إلى جريمة ضد الناس جميعًا"، كما تستغرب "إمعان بعض المسؤولين الفرنسيين في تأجيج الصراع وتسعير الحملة ضد الإسلام، والتضييق على المسلمين الفرنسيين، وانتهاك حرياتهم الدينية بسياسات تمييزية ضد شعائرهم وعباداتهم، والإصرار على إعادة نشر تلك الرسوم المسيئة على واجهات البنايات الرسمية وغيرها في ذكرى مولد البشير النذير، بما يُقوِّض أُسسَ الحوار والتعايش والسلام بين الأمم والدول والشعوب". ومع تأكيد المنظمة على "موقفها الثابت في إدانة كل الأعمال الإرهابية، ووقوفها إلى جانب الضحايا وأسرهم"، فإنها تدعو إلى "الالتزام بحس المسؤولية، والابتعاد عن توظيف الإسلام، أو أي دين آخر، في أغراض سياسوية، واستحقاقات انتخابويّة، ومزايدات إعلامية". وذكّرت "الإيسيسكو" بقرار المحكمة الأوروبية الصادر بتاريخ 25 أكتوبر سنة 2018، التي قضت بأن "الإساءة إلى النبي محمد لا يمكن إدراجها ضمن حرية التعبير عن الرأي"، ثم استرسلت معبّرة عن رفضها "رفضًا باتًا إلصاق تهمة الإرهاب بدين الإسلام أو أي دين آخر"، مضيفة أنّ "ازدراء مقدسات المسلمين ليس حرية تعبير، بل هو إساءةٌ عَمْدٌ تُقوِّضُ جهود الدول والمنظمات الدولية في تعزيز أسس الحوار والسلام العالمي"، ثم دعت إلى "التوقف عن الإمعان في هذا السلوك المدان". وتؤكّد "الإيسيسكو"، في بيانها، أنّ "الأزمة الحقيقية التي يعرفها العالم اليوم هي الأزمة الوبائية التي أصابت ملايين الناس في كل مكان، وأثرت على البنيات الصحية للدول، وتستدعي أن تتكاثف الجهود في إطار من التعاون والتضامن والأخوة الإنسانية لدحر الوباء ومساعدة المحتاجين"، قبل أن تجمل قائلة: "الأديان السماوية الكبرى كانت ومازالت في الصفوف الأمامية لربح معركة الكرامة الإنسانية والصحة النفسية وتعزيز التوازن الروحي لملايين الناس عبر العالم".