تواصل العاصمة الاقتصادية تحطيم أرقام الإصابة بفيروس كورونا المستجد، رغم الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من لدن السلطات العمومية، والقرارات المتتالية التي تصدرها لوقف تزايد الحالات في صفوف البيضاويين. ويلحظ على مستوى المدينة الاقتصادية استهتار كبير للمواطنين، وغياب التفاعل الجدي مع التدابير التي تنص عليها وزارة الصحة، لاسيما في الأسواق التجارية الكبرى، على غرار "درب عمر"، و"كراج علال"، حيث يغيب احترام التباعد الجسدي وارتداء الكمامات. وتشهد العاصمة الاقتصادية داخل الأسواق الكبرى توافد المواطنين من مختلف مناطق المدينة، دون أن تتمكن الجائحة العالمية من وقف فوضى الازدحام التي كانت تشهدها قبل ظهور الوباء. وسجل في هذا الصدد أحد الباعة على مستوى كراج علال أن هذا السوق "يعد قبلة لجميع البيضاويين وغيرهم، وهو ما يجعل الازدحام فيه كبيرا جدا"، وزاد: "رغم محاولة التجار فرض احترام التدابير الصحية إلا أن العدد الكبير من الزبائن يحول دون ذلك". وأوضح التاجر ضمن تصريحه لهسبريس أن المواطنين ملزمون باحترام التدابير الصحية تفاديا لانتقال الفيروس في صفوفهم جراء الازدحام والتدافع بهذه الأسواق، مضيفا أن الكثيرين لا يبالون بصحتهم وصحة الآخرين خلال تواجدهم بالمحالّ التجارية. من جهته، شدد رئيس جمعية المساعي النبيلة للتنمية والتصدي لظاهرة إدمان المخدرات، عزيز شاعيق، على أن الكثير من المواطنين باتوا لا يكترثون بالإجراءات الصحية، خصوصا في الأسواق التجارية الكبرى، حيث التدافع والازدحام. وأوضح الفاعل الجمعوي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه الأسواق على غرار ما يقع كل يوم سبت بكراج علال، تستوجب من السلطات فرض إجراءات أكثر تشددا، ونشر عناصرها؛ وذلك لوقف احتمال انتقال العدوى بين المواطنين، لاسيما في هذه الفترة التي تعرف تقلبا للمناخ". ولفت المتحدث نفسه إلى أن السلطات ملزمة في هذا الصدد "بتكثيف المراقبة بهذه الأسواق وفرض التباعد بين الباعة، خصوصا الذين يضعون سلعهم على طول شارع محمد السادس بالقرب من القيساريات، حتى لا يكون هناك ازدحام كما يشاهد بشكل مستمر بالسوق". ويطالب متتبعون للشأن المحلي بالدار البيضاء السلطات المختصة بتشديد المراقبة في الأسواق الكبرى والأسواق الشعبية، حيث يكون الإقبال كبيرا من طرف المواطنين، وتغيب الإجراءات الاحترازية، وهو ما قد يسهل انتشار الفيروس، وبالتالي استمرار العاصمة الاقتصادية في تصدر عدد الإصابات بالوباء يوميا.