بدت شوارع الدارالبيضاء مكتظة عن آخرها؛ ازدحام في الطرقات وتوقف طويل في الإشارات المرورية وكأن هذه المدينة تخلصت من وباء كورونا وصار الفيروس حكاية من الماضي! على مستوى شارع الزرقطوني، تكدس للعشرات من السيارات تزامنا مع رفع الحجر الصحي اليوم الخميس، خلافا للأيام الماضية، فرض على السائقين الانتظار لدقائق عديدة للخروج من النفق تحت أرضي بمحاذاة مستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأطفال. أما العثور على مكان لركن السيارة، فقد أصبح "حلم" السائقين بعدما كان متاحا بسهولة في الأسابيع الماضية، ما جعل كثيرين منهم يركنون سياراتهم في أماكن ممنوع فيها التوقف. وبالأسواق التجارية الكبرى وبمحيطها قصة أخرى؛ فقد هبت العديد من الأسر البيضاوية بشكل جماعي لم يستثن الأطفال، في اليوم الأول من رفع الحجر الصحي، من أجل اقتناء ما تحتاجه من مواد غذائية ومستلزمات لقضاء العطلة الصيفية بالشواطئ. وعادت المحلات التجارية على مستوى "كراج علال" و"القريعة" و"درب غلف" و"درب عمر" إلى استقبال الزبائن بشكل مكثف خلافا للأيام الماضية، حيث عاينت جريدة هسبريس الإلكترونية توافدا كبيرا للمواطنين على هذه المحلات. وعرفت المحلات المتواجدة بالقرب من "ساحة البلدية" بقلب درب السلطان توافدا كبيرا للبيضاويين عليها بشكل لافت للانتباه، وسط ازدحام بالشارع الرئيسي، حيث عادت عرقلة السير في هذا المكان والضوضاء من جديد. وأكد مهنيون على مستوى "كراج علال" أن القيساريات تعمل وفق الضوابط التي أقرتها السلطات الحكومية وإن عرفت إقبالا كبيرا للمواطنين، وكذا للباعة بالتقسيط الذين هبوا لاقتناء ما يريدون من سلع بعد إغلاق محلاتهم طوال فترة الطوارئ الصحية. وفي تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، ناشد المهنيون الزبناء ضرورة اتباع التعليمات الصحية، وذلك للمساهمة في التحكم في الوضعية الوبائية حتى لا تضطر المدينة المليونية إلى العودة إلى وضع الحجر الصحي وما له من تداعيات سلبية على التجار والمواطنين معا، وعلى اقتصاد المدينة بصفة عامة. ويسود تخوف كبير من أن يؤدي الانفتاح الذي بدت عليه العاصمة الاقتصادية هذا اليوم إلى انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد في صفوف المواطنين بسبب الازدحام في المحلات التجارية والقيساريات، خصوصا وأن كثيرين غير مبالين بالتعليمات الصحية التي توصي بها السلطات.