مع دنو عيد الفطر، بدأت العديد من الأسر المغربية بالتوافد على الأسواق التجارية والمحلات والقيساريات من أجل اقتناء "كسوة العيد"، وذلك جريا على ما دأبت عليه في مثل هذه المناسبة الدينية. وتعرف المحلات التجارية الكبرى، وكذا الأسواق الشعبية المعروفة بالعاصمة الاقتصادية، مثل درب عمر، درب السلطان، كراج علال، القريعة، والحبوس، خلال هذه الأيام حركيّة كبيرة من طرف المواطنين، خصوصا الأمهات اللواتي يصطحبن أبناءهن من أجل اختيار كسوة العيد. وتحولت العديد من المحلات، بالرغم من درجات الحرارة المرتفعة هذه الأيام بالدار البيضاء، إلى قبلة للأسر الراغبة في إدخال الفرحة على قلوب أبنائها، بينما تزداد الحركية والرواج التجاري في الفترة المسائية بعد الإفطار. وتعرف جنبات الطرق المتواجدة بالقرب من المحلات والقيساريات اكتظاظا كبيرا من طرف أصحاب السيارات، ويجد الراغبون في التبضع صعوبة كبيرة في الحصول على مكان لركن سياراتهم. وقالت سيدة التقت بها هسبريس بقيسارية في منطقة "كراج علال"، كانت مصحوبة بابنتها ذات التسع سنوات، إن اختيارها هذا التوقيت "هو من أجل اقتناء كسوة العيد بأيام لتفادي الازدحام الشديد، ولتوفر اختيارات في العرض عكس الأيام القريبة من يوم العيد". وأضافت المتحدثة نفسها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التأخر في اقتناء ملابس العيد وترك ذلك إلى الأسبوع الأخير من شهر رمضان، يجعل المستهلك معرضا لاقتنائها بأثمنة باهظة، ناهيك على قلة الاختيارات المتاحة أمامه". كسوة العيد، بحسب العديد من الأسر، لا تتعلق فقط باقتناء ملابس جاهزة، بل إن بعض النساء يفضل أن يرتدي أبناؤهن، خصوصا الفتيات، ملابس تقليدية، ما يستوجب الحصول على الثوب أولا للمرور إلى مرحلة الخياطة، الشيء الذي يجعلهن يتسابقن هذه الأيام على محلات بيع الأثواب ومحلات الخياطة حتى تكون الكسوة جاهزة يوم العيد. أما بعض الرجال، وكما عاينت ذلك هسبريس، فقد شرعوا في التوافد على المحلات الخاصة ببيع الملابس التقليدية كالجلباب، خصوصا في حي الحبوس، لتفادي الازدحام الذي تعرفه المنطقة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. ولا يقتصر الأمر على الأسر البيضاوية، بل إن المحلات التجارية والقيساريات بالعاصمة الاقتصادية تعرف خلال هذه الفترة توافد العديد من تجار وباعة الملابس من مدن ومناطق أخرى لاقتناء ما استجد في كسوة العيد للمتاجرة بها في محلاتهم. وبالموازاة مع هذه الحركية بالأسواق الشعبية، شرعت المحلات التجارية الكبرى بدورها في المنافسة على استقطاب الزبناء، حيث قامت بالإعلان عن تخفيضات من أجل جلب الأسر إليها لاقتناء كسوة العيد بأسعار تستجيب للقدرة الشرائية الخاصة بكل شريحة اجتماعية.