"عود لقماري" و"الجاوي" للعيد إقبال على شراء الحلويات ومستلزماتها "جلابة" جديدة للعيد ملابس العيد التقليدية للنساء والرجال لهيب الأسعار يهون من أجل فرحة الأطفال رواج منقطع النظير بأسواق وقيساريات عاصمة الجهة الشرقية، تشهده الأيام الأخيرة من رمضان مع اقتراب عيد الفطر الجميع يبحث عن ضالته مابين شراء كسوة العيد للأطفال، وشراء مستلزمات الحلويات، والمصالحة مع الزي التقليدي، أو ابتياع بخور يليق بالمناسبة، حركية اقتصادية حركت الرواج التجاري بالمدينة بعد أن لازمها الركود مع الإقبال الاستثنائي للمواطنين استعدادا لعيد الفطر،رغم اكتوائهم بلهيب ارتفاع الأسعار0 "آجي أوليدي نقيس عليك هاد التريكو" تستوقف أسماء سيدة في الأربعينات من عمرها أحد الأطفال الذي كان يمر صدفة بقيسارية باب سيدي عبد الوهاب ، لقياس قميص قطني تريد أن تبتاعه لابنها ذي الثماني سنوات، بعدما خبرت بعينها الفاحصة تشابها بين بنية ابنها الضئيلة وبنية الطفل. الطفل لم يجد مانعا في أن يتحول إلى عارض أزياء مع وقف التنفيذ عبر إسداء هذه الخدمة المجانية للسيدة التي لم تكتف بقياس القميص، وانتقلت إلى قياس سروال جينز: «آه فورما ديالك آولدي بحال ولدي حسام»،قبل أن تنفرج أساريرها وتتأكد أن مهمتها في شراء كسوة العيد لإبنها قد وفقت فيها، ولا يكفي سوى مفاوضة البائع على السعر، ثم تطبع قبلة على خده الصغير عرفانا لصنيعه وحسن تعاونه. لهيب الأسعار يهون من أجل فرحة الأطفال أسماء كغيرها من الأمهات اللواتي قصدن قيسارية أنجاد بشارع علال الفاسي لشراء كسوة العيد لإبنها، الذي فضل اللعب مع رفاق حومته على مرفقة والدته،ربما يكره هو الآخر زحام القيساريات الذي كان غاصا ، وعرف إنزالا غير مسبوق للزبائن، معظمهم من النساء استعدادا لعيد الفطر، حيث تتوزع اهتماماتهن مابين شراء الملابس للأطفال وشراء الملابس التقليدية للكبار وابتياع مستلزمات الحلويات، والحلويات الجاهزة. لكن أغلبهن صدمن من غلاء الأسعار"الحاجة اللي كانت تاع 30 درهم دارو ليها 70،80 درهم، المسكين كغادي يدير؟؟" تستنكر فاطمة امرأة في الثلاثينات من عمرها أم لطفلين، من الزبونات الوفيات لسوق أنجاد، وتعرف خباياه وأسعار أبسط ما يعرض فيه، فوجئت بارتفاع أسعار ملابس الأطفال سواء تلك التي تعرض في "الفراشة" أو بالمحلات التجارية مع وجود فرق بينهما من حيث الجودة، بعد غزو النسيج الصيني الرخيص الثمن والرديء الجودة0. سيدة أخرى كانت تجوب المحلات الأنيقة التي تبدو كنشاز وسط "إسهال الفراشة" بقيسارية باب سيدي عبد الوهاب، رفقة طفليها صرحت أنها استفادت من إجازة مرضية مدتها ثلاثة أيام لشراء ملابس العيد لطفليها و تؤكد أن مشقة الصيام وحرارة الجو تهون أمام المشتريات التي تحملها في نهاية المطاف، لتدخل الفرحة على قلبي طفليها.أما عن الأسعار، فتقول أن أقل ما توصف به أنها "ملتهبة"، ولكنها تسمح لنفسها بشراء ما غلا ثمنه من ملابس جيدة فقط في مناسبة العيد، حتى يظهر طفلاها في أناقة تبرز الحكمة والغاية من عملها كإطار بنكي0 بشرى أم لأربعة أطفال حضرت لشارع عبد الرحمان حجيرة (درب مراكش سابقا) لابتياع ملابس العيد لبناتها ومستلزمات الحلويات، لم تخف بدورها تذمرها من غلاء الملابس التي ارتفع سعرها مع بداية الأسبوع الأخير من رمضان، فسعر كسوة من قطعتين لطفل ما بين سن الخامسة والعاشرة وصل ثمنه إلى مابين 350 و 400 درهم، بعدا كان سعرها لا يتجاوز 250 درهم كأقصى تقدير، أثمنة جعلت الآباء والأمهات في حيرة من أمرهم، لكنهم ماينفكوا أن يذعنوا لجشع الباعة مكرهين، تدفعهم في ذلك الرغبة في أن يشاهدوا أبناءهم يوم العيد في أحسن حلة0 "جلابة" جديدة للعيد غير بعيد عن محلات االملابس و"الفراشة" بقيسارية باب سيدي عبدالوهاب، حركة نشيطة في أحد دكاكين الخياطة، الكل منهمك في وضع اللمسات الأخيرة لقفطان أو جلابة، ووضع بعض العقد الإضافية فيها، أو خياطة «ليبوليت»، بناء على رغبة الزبونة، حسب التعديلات التي تراها الزبونة ضرورية لتكون طلتها جميلة يوم عيد الفطر. بعض الزبونات لا يخفين تذمرهن بعدما خاب أملهن ووجدن بعض المفاجآت غير المتوقعة في جلابة أو "قميص"، ويصحن في وجه عبد الصمد "لا مشي هاد شي لي قلت ليك دير!"، مشروع مشاحنة وملاسنة يجهض بعدما يطبق صاحب المحل منطق المثل الفرنسي القائل "الزبون ملك"، وتنتهي بإرضاء الزبونة، وخصم جزء من قيمة عمل "المعلم" والاعتذار، وتبرير ذلك بارتفاع الطلبات وضيق الحيز الزمني0 يكثف عبد الصمد صاحب محل للخياطة بالمدينة القديمة من جهوده، حتى يلبي طلبات زبوناته الكثر من سكان الذين ينتظرون استكمال لباسهم التقليدي المعد لاستقبال عيد الفطر0وتعتبر انشغالات هذا الخياط خلال الأيام الأخيرة من رمضان الكريم، نموذجا لانشغالات عدد كبير من ممتهني الخياطة بقيساريات بوابة المغرب العربي الذين يصلون الليل بالنهار لكي يكونوا في الموعد ، خاصة وأن طلبات الزبائن كثيرة ومتنوعة، ولو تطلب الأمر توظيف خياطين جدد للسيطرة على الكم الهائل من الطلبات، بعد موسم كساد0 وما دام الأمر كذلك، فإن الزبناء من نساء ورجال وأطفال، يتتبعون بحرص شديد مسار خياطة ألبستهم، ويترددون بين الفينة والأخرى على محلات الخياطة لإلقاء نظرة على ما يعد لهم من ألبسة تقليدية منذ بداية شهر رمضان: طلبات لخياطة أقمصة (جلباب أو قفطان أو مجموعة خاصة بالأطفال) فحياكة هذه القمصان ، التي يبدأ ثمنها من 400 درهم فما فوق ، تتم يدويا أو بآلات الخياطة، حسب رغبة الزبون وقدرته المادية0وإذا كان نسبة كبيرة من الزبناء، تفضل حياكة ملابس العيد عند الخياطين وتجد متعة في انتظار ما ستخرجه أنامل المعلم من لباس تقليدي يسر الناظرين، فالبعض الآخر يحاول تقليص الجهد واختزاله عبر ابتياع ملابس تقليدية جاهزة من أشهر الدكاكين العريقة في مدخل باب سيدي عبد الوهاب0 ملابس العيد التقليدية للنساء والرجال دكاكين كثيرة بشارع عبد الرحمان حجيرة توجد بها جلابيب نسائية على شكل فساتين ضيقة عند الخصر، قصيرة نوعا ما أو مفتوحة، تثير فضول هاجر، فتاة في العشرينات من عمرها، وتهمس لوالدتها "هادي يمكن نلبسها مع الجينز" ،إذ يشكل عيد الفطر مناسبة لها ولغيرها من الفتيات المولوعات بالموضة للمصالحة مع الزي التقليدي0 وحسب تجار ، فإن فالمغربيات يفضلن ارتداء هذه "الجلابات" العصرية في شهر رمضان، ويقبلن على شرائها في المناسبات الدينية، بعدما نجح المصممون في المزواجة بين آخر صيحات الموضة وأصالة الملابس التقليدية، فلم يعد يقتصر على نوع ثوب معين، بل شمل أثواب "الساتان" و"الحرير" و"الدانتيل" ثم "التافتا" و"المخمل" يؤكد عبد اللطيف بائع للملابس التقليدية 0 يستقطب سوق الملابس التقليدية الرجال كذلك، الراغبين في الظفر بملابس تقليدية حاكتها أيادي الصناع التقليديين المدربة0فللحصول على اللباس "البلدي" يدفع الزبناء مقابل "جابادور" مثلا من النوع الجيد، مبلغا يفوق الألفي درهم، كما يمكنهم الحصول على جلباب مخزني بسعر 3000 درهم، أما القفطان الرجالي فهو المفضل لدى الرجال حاليا، في رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وموسم الحج، مواسم الأكثر درا للربح بالنسبة إلى باعة يعرضون ملابس تقليدية في محلات تجارية صغيرة 0 تجار الملابس التقليدية بالمدينة القديمة يجمعون على وجود إقبال لافت من طرف الشباب على اقتناء القفطان المغربي الرجالي بعد الجلباب المخزني لارتدائها يوم عيد الفطر، تشبها بالملك محمد السادس الذي أعاد الاعتبار إلى القفطان المغربي الرجالي بعد أن طاله الإهمال لعقود مضت. إقبال على شراء الحلويات ومستلزماتها رواج تجاري منقطع النظير ذلك الذي تعرفه مختلف المحلات التجارية، خصوصا تلك التي تعرض أصناف الحلويات المغربية التقليدية أو تبيع موادها من جوز ولوز ومختلف مكونات التزيين وإعداد أشهى الأطباق في أيام عيد الفطر. فإذا كانت موائد رمضان لا تخلو من "حريرة" و"زلابية"... فمائدة عيد الفطر وأيامه الثلاثة لا يمكن أن تخلو هي الأخرى من "كعب غزال"و"غريبة" و"بريوات" و"الكعك، فضلا عن الفطائر بشتى أصنافها0 تنهمك النسوة في مدينة وجدة فبعدما انهمكت النساء قبل حلول رمضان باعداد الحلويات و"الشهيوات" استعدادا لرمضان، تعود النسوة لتستأنف نشاطهن في الأسبوع الأخير من رمضان، إذ تتنافس العائلات في إعداد "الشهيوات" الخاصة بيوم العيد، التي يتصدرها "سلو" أو "السفوف"، فزلابية" و"كعب الغزال" و"رزة القاضي" و"المسمن" وغيره من حلويات وفطائر0 سعيدة فتاة العشرينات من عمرها، طالبة ترى منسبة عيد الفطر مناسبة لاكتساب مهارة أكثر في صنع الحلويات، وتحرص على ابتياع مستلزماتها حلوياتها وتحضيرها بنفسها، بالدكاكين المختصة بذلك في مدخل باب سيدي عبد الوهاب، التي اصطف فيها عشرات من الباعة تخصصوا في بيع مستلزمات إعداد الحلويات من مسحوق جوز الهند "الكوك" والسمسم "جلجلان" والجوز واللوز والفواكه الجافة، بل وحتى الملونات الصناعية وقوالب الحلوى، حيث توزع الباعة مابين المحلات التجارية، و"الفرّاشة" الذين عادوا لتؤثيث بوابة سيدي عبد الوهاب مجددا ، حيث تجد النساء ضالتهن كل حسب قدرتها الشرائية0 وإذا كانت بعض ربات البيوت بحكم التفرغ لأعمال البيت يحرصن على صنع حلويات العيد ب منزليا، فإن بعض النساء من العاملات يلجأن لشراء حاجيتهن من الحلويات كما هو الحال بالنسبة نجاة، موظفة في القطاع الخاص التي ترى أنه "أصبح من الصعب إعداد كل أصناف الحلويات في المنزل كما دأبت على ذلك أمهاتنا وجداتنا من قبلنا"، وتعزو ذلك إلى الإقبال المتنامي على محلات بيع الحلويات إلى خروج المرأة إلى سوق الشغل وكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها0 وشهدت، بدورها، مختلف محلات الحلويات والأسواق التجارية في الأيام الأخيرة من شهر الصيام إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين، مع حلول أيام عيد الفطر، لشراء مختلف أنواع الحلويات التي تعد أحد مظاهر العيد المعتادة سنوياً في أغلب البيوت،ونجحت أغلب محلات الحلويات ومنافذ البيع الكبرى في جذب أكبر عدد من المستهلكين عبر التنافس في تزيين أطباق الحلويات المعروضة، وتخصيص مساحات كبيرة لعرض مختلف أنواعها، وكذلك تقديم أفضل العروض الترويجية وتخفيضات الأسعار بيع الحلويات، لم يقتصر على المحلات الخاصة بذلك، بل حتى إن عددا من المقاهي والمخابز ، وضعت بدورها طاولات في « لاتيراس» تعرض فيها مختلف أصناف الحلويات، بينما عمدت مقاهي أخرى إلى عرض ملابس على زبائنها، خاصة بمختلف الأعمار، وبذلك توفر على الآباء الجالسين في المقاهي الذهاب إلى الأسواق، التي تشهد حركية ونشاطا منقطع النظير. "عود لقماري" و"الجاوي" للعيد الرواج التجاري الاستثنائي في المناسبات الدينية بمحلات الملابس والحلويات ومستلزماتها، تنتقل عدواه أيضا عند العطارين وبائعي البخور، إذ الأسبوع الأخير من رمضان يتميز بإحياء ليلة القدر، ويكثر الإقبال على شراء بخور كالصندل، أو ما يعرف ب"عود لقماري" الذي يتميز برائحته الزكية والنفاذة، و "الجاوي" و "صلبان"، حيث يقصد عشاق البخور عدة قيساريات وأسواق لابتياع حاجياتهم من هذه المواد، حيث يترواح ثمن “عود لقماري" حوالي 20 درهم للغرام الواحد، كحد أدنى، وقد يرتفع ثمنه حسب الجودة، بالإضافة إلى أن العطارين يغتنمون الفرصة لرفع هامش ربحهم في الأعياد، بعدما يجد الباعة إقبالا منقطع النظير من عشاق البخور، كما هو الحال بالنسبة للحاج عمر أستاذ متقاعد، الذي دأب على شراء تشكيلة من الصندل والأبخرة المراقفة له "ديما كنجي نتقدا لبخور في الحبوس، ولكن مع العيد كنستهلكو بزاف" يحيل الحاج عمر على الزيارات العائلية التي تكثر في رمضان، حيث يشكل البخور أحد الطقوس التي ترافق استقباله لضيوفه ويحرص على أن يكون متواجدا بالبيت باستمرار0 هذا الرواج ولإقبال المنقطع على الاستهلاك بشتى أصنافه استعدادا لعيد الفطر والأيام التي تليه يجعل ليل وجدة كنهارها كله حركة وحياة .