رغم أنه مجرد ذكرى وليس احتفالا دينيا في مقام عيدي الفطر والأضحى، يخرج "المولد" المغاربة من بيوتهم ومقرات عملهم في اتجاه أسواق و"قيساريات" الدارالبيضاء. هنا، بدرب عمر، محلات بيع الفواكه الجافة "الفاكية"، كما الحلويات والملابس، خصوصا ملابس الأطفال، تضج بالزبناء من مختلف الشرائح، ولا صوت يعلو صوت الباعة وهم يروّجون بمختلف الأساليب لبيع سلعهم. وتحول السوق الشهير، خلال هذه الأيام التي سبقت ذكرى المولد النبوي، خصوصا وأنها تتزامن مع العطلة الدراسية، إلى وجهة لمختلف الأسر البيضاوية، كل يبحث عن ضالته، ما بين م يرغب في اقتناء الملابس لفائدة أطفاله، وبين من يرغب في اقتناء بعض الفواكه الجافة. الشاب هشام، صاحب محل تجاري لبيع "الفاكية"، كشف في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "عيد المولد" أنعش الحركة التجارية بدرب عمر بعد كساد عرفه السرق مباشرة أعقب الدخول المدرسي. وبخصوص الأسعار الخاصة في مثل هذه المناسبة، خصوصا وأن المواطنين يشتكون من ارتفاعها في الأعياد الدينية، أكد المتحدث ذاته أنها في متناول الجميع، مضيفا أن العرض متنوع والسلع متوفرة بكميات كبيرة. وعلى مستوى درب السلطان، فقد تحول شارع محمد السادس وصولا إلى شارع الفداء، إلى قبلة للمواطنين، حيث الباعة منتشرين على طول المكان. النساء تركن منازلهن، وتوجهن إلى المحلات والقيساريات بحثا عن ملابس لأطفالهن وإدخال الفرحة عليهم بهذه المناسبة. وتعد هذه الأسواق التجارية الشعبية، قبلة للبيضاويين، بالنظر إلى كونها تتماشى والقدرة الشرائية، حيث يؤكد الباعة أن الأثمنة غير مرتفعة، إذ يمكن لكل واحد أن يشتري السلعة التي يرغب فيها بحسب قدرته المالية. وبقدر ما يعرف درب السلطان توافد النساء في مثل هذه المناسبات خصوصا يومي الأربعاء والسبت، فإن هذا المكان، يكون قبلة لبعض محترفي ومحترفات النشل، بالنظر إلى الازدحام الكبير التي يعرفها المكان، الشيء الذي يجعل النساء يحترزن كثيرا مخافة سرقة المبالغ المالية التي بحوزتهن لاقتناء الملابس. وكان للأسواق التجارية الكبرى والمحلات المعروفة بحي المعاريف وعين الذياب، حظ وافر في هذه المناسبة الدينية، من طرف الأسر الميسورة، حيث عرفت بدورها توافدا للأسر البيضاوية، خصوصا موروكومول، إذ شهدت المحلات به إقبالا من طرف الراغبين في اقتناء ملابس لشركات معروفة.