شهر رمضان على الأبواب و استعدادات التجار على قدم وساق لمواجهة ضغط طلب الاستهلاك الذي يرتفع عادة في هذه المناسبة. و للاقتراب أكثر من هذه الأجواء ، زرنا ، بعد زوال الأحد الماضي، منطقة درب السلطان ، المعروفة بتواجد أكبر محلات التوابل، إضافة إلى سوق طارق بالبرنوصي ، الذي زرناه الأسبوع الماضي . (محمد. ن) شاب في العشرين انقطع عن الدراسة في الثالثة اعدادي يمتهن بيع التوابل بسوق طارق، يقول «نشرع في اقتناء كل أصناف التوابل من «زعفران و فلفل أحمر جاف وزنجبيل وغيرها...» في شهر شعبان تحديدا من أجل تجنب الاكتظاظ عند بائعي الجملة الذين تعرف محلاتهم توافدا كبيرا من لدن البائعين قصد ابتياع كل البضاعة المخصصة لرمضان ». و يضيف (مروان 17سنة ) يعمل مع والده في المحل «إن الزبائن لا يترددون على محلاتنا بكثرة الا في المناسبات كالأعراس و شهر رمضان ، والأعياد...رمضان يعد مناسبة تدفع الأسر لاقتناء بعض التوابل و الفواكه الجافة المخصصة لهذا الشهر، فنحن نبدأ التحضير لشراء البضاعة اللازمة ب 4 أسابيع قبل الموعد». «إن الأثمنة ترتفع عادة بمجرد اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد إقبال الزبائن على محلاتنا ، كما تشهد هذه الفترة زيادة على مستويي الانتاج و الطلب، خصوصا من قبل بعض القاطنين بالديار الاروبية ، سواء الذين يمضون رمضان مع أسرهم ، أو في بلاد الغربة، فهم يقتنون كمية كبيرة من التوابل بمختلف أنواعها و الفواكه الجافة ( اللوز، و جنجلان ....» هذا ما جاء على لسان (سعيد. ر) الذي يملك متجرا بسوق طارق . أما سعيد ( من درب السلطان ) فيقول « الزبائن يقبلون على محلاتنا هذه الأىام بكثرة لأن رمضان على الأبواب، و الأثمنة مناسبة في هذا الشهر(شعبان)، الا أن سعر بعض السلع يرتفع أحيانا ب 5 دراهم أو أكثر على بعد يومين او ثلاثة من رمضان، لكن بالرغم من ذلك فإن الاقبال يبقى حاضرا» . وبالنسبة لإبراهيم بائع للتمور ، فثمن هذه الاخيرة «لا يعرف تباينا كبيرا، لأن سعرها معروف حسب أصنافها المتنوعة ، و استهلاك التمر خلال رمضان يكون كبيرا ، إذ أنه لا يمكن تصور مائدة مغربية دون تواجد للتمر». إن ظهور الاسواق الممتازة الكبرى و المحلات العصرية ضيق الخناق، جزئيا، على محلات التوابل التقليدية ، يقول (رشيد، 35 سنة ) «لم يعد هناك إقبال كبير على متاجرنا كما كان في السنوات الماضية، لسبب رئيسي يكمن في تلك المحلات والاسواق الممتازة التي اضحت تبيع كلا من التوابل و الفواكه الجافة، ما جعل نسبة من الزبناء يتوجهون اليها »! هذا وتجدر الإشارة إلى أن غلاء الأسعار يجعل العديد من الأسر البيضاوية تفضل اقتناء حلويات جاهزة و محضرة خصيصا لرمضان مثل (الشباكية ، سلّو...) و هذا ما يتبين بشكل جلي في الأعداد التي تقبل على محلات الحلويات التقليدية المنتشرة بكثرة في الأحياء الشعبية...