في استفزاز جديد، قام مجموعة من الصحراويين القادمين من مخيمات تندوف، الواقعة فوق التراب الجزائري، بغلق معبر الكركرات لفترة وجيزة والشروع في بناء خيمة قصد تنفيذ مخطط الاعتصام؛ لكن يبدو أن قيادات جبهة البوليساريو طالبتهم بالانسحاب من المنطقة، خصوصا في ظل تصاعد الغضب الموريتاني من جراء هذه الخطوات المتكررة. وكشفت تسريبات صوتية للأشخاص الذين حاولوا غلق معبر الكركرات، أمس السبت، أن جبهة البوليساريو رفضت دخولهم منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا ومطالبتهم بالانسحاب من المنطقة العسكرية المحظورة. القادمون من مخيمات تندوف إلى معبر الكركرات سخروا من تراجع البوليساريو عن تنفيذ مخطط الاعتصام؛ وقال أحد النشطاء، في التسريب الصوتي، إن قيادة الجبهة منعتهم في وقت هدد فيه إبراهيم غالي على التلفزيون الجزائري بتكرار سيناريو "اكديم إيزيك" في معبر الكركرات؛ والدفاع عن المعتصمين بالمعبر. ويأتي تراجع البوليساريو عن توفير الحماية العسكرية إلى عناصرها في ظل التحذير الأممي من مغبة عرقلة الحركة التجارية والمدنية في معبر الكركرات الحدودي؛ وذلك بعد مراسلة المغرب لمجلس الأمن والأمم المتحدة محذراً من خطورة الاستفزازات المتكررة بالمنطقة. وفي ظل التقارب المغربي الموريتاني، ذكرت مصادر متطابقة أن وفدًا عسكريًا موريتانيًا رفيعًا أجرى منذ أيام بمخيمات تندوف اجتماعا مع قيادة البوليساريو لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة؛ ومن ضمن أهم النقاط التي عرضها قائد الجيش الموريتاني في الاجتماع التوقف فوراً عن التلويج بغلق معبر الكركرات، حتى لا يلحق الضرر بالسوق الموريتانية. وفي الصدد ذاته، كشف الناشط الصحراوي مصطفى سلمى أن مصادر من المنطقة العازلة الفاصلة بين المعبر الحدودي الموريتاني والمغربي أكدت أن المنطقة أصبحت تحت المراقبة الأمنية الموريتانية، مضيفًا أن سلطات نواكشوط وضعت نقاط مراقبة شرق وغرب الطريق داخل المنطقة العازلة، في خطوة تهدف إلى منع ميليشيات الجبهة من الدخول إلى المعبر عبر الجانب الموريتاني. وأفاد المصدر ذاته بأن تعزيز السلطات الموريتانية المراقبة بالمعبر الحدودي قد يكون من نتائج الاجتماع الذي عقده قائد الجيش الموريتاني مع قيادة البوليساريو، مشيرا إلى أن وجود "نقاط مراقبة موريتانية في منطقة الكركرات سيضع قيادة الجبهة حتما في حرج أمام أنصارها الذين كانت تسوق لهم بأن الكركرات جزء من المناطق المحررة". ويسعى المغرب وموريتانيا إلى رفع تعاونهما وتقوية تدابير المراقبة الأمنية بخصوص المعبر البري الحدودي المشترك "الكركرات"، بالإضافة إلى وضع آليات تعاون ثنائي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة في هذه البؤرة المتوترة من الصحراء. وعقد كل من المغرب وموريتانيا، في فبراير الماضي، أول اجتماع للجنة العسكرية المختلطة بينهما، والتي جرى توقيع مذكرة تفاهم بشأنها سنة 2006 بالرباط؛ وهي الخطوة التي أثارت غضب جبهة البوليساريو الانفصالية. وكانت الجبهة الانفصالية تعوّل على ضعف التنسيق الأمني والعسكري بين الرباطونواكشوط للتسلل إلى معبر الكركرات بين الفينة والأخرى، لإحداث الفوضى وإثارة انتباه المجتمع الدولي عبر التقاط بعض الصور من عين المكان.