تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية تحركاتها غير القانونية على مستوى معبر الكركرات الحدودي، لكن هذه المرة تروج للقيام بمسيرة احتجاجية من مخيمات الرابوني إلى المعبر لشل الحركة التجارية والمدنية، في تحد واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة. وذكرت مصادر متطابقة أن مخطط قيادة البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر هو فرض اعتصام بالخيام وسط معبر الكركرات، في خطوة تهدف إلى تكرار سيناريو مخيم "إكديم إيزيك"، وذلك من أجل المطالبة بإغلاق المعبر. وكان المغرب نبه مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة وأعضاء مجلس الأمن إلى خطورة الأعمال الاستفزازية بشأن عرقلة جبهة البوليساريو الانفصالية لحركة المرور بمعبر الكركرات الحدودي، في بداية الشهر الجاري. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادرها أن جبهة البوليساريو دفعت بحوالي 60 شخصاً كدفعة أولى، ضمنهم عناصر من المرتزقة والبلطجية وميليشيات مسلحة، نحو معبر الكركرات؛ إذ تم فعلاً الانطلاق من المخيمات بداية الأسبوع الجاري. المصادر ذاتها كشفت أن جبهة البوليساريو تخطط لإغلاق معبر الكركرات يوم الخميس أو الجمعة المقبلين، مضيفة أن الصحراويين القادمين من المخيمات توقفوا في منطقة "الحمرة" التي تبعد بحوالي 1200 كلم عن معبر الكركرات قبل استكمال مخطط الاعتصام. وتداول نشطاء من مخيمات تندوف تسجيلات صوتية على تطبيق "واتساب"، مرفوقة بصور تظهر شعارات الاعتصام المرتقب في المعبر الحدودي؛ إذ تم توجيه أوامر بمشاركة صور الشعارات على أوسع نطاق داخل مواقع التواصل الاجتماعي. ويتزعم الشكل الاحتجاجي، وفق مصادر هسبريس، المدعو الحسين ولد سيدي موسى، وهو المنسق السياسي للمسيرة بتنسيق مع المشرف العام على "خطة الإغلاق" ووزير "الدفاع" سابقا لدى جبهة البوليساريو، محمد لمين البوهالي، ما يعني أن التحرك مدبر من أعلى مستويات التنظيم الانفصالي، وليس تحركاً عفويا من قبل نشطاء مدنيين كما يتم الترويج لذلك. وذكرت المصادر ذاتها أن الخطوة المرتقبة تهدف إلى دفع أكبر عدد من الصحراويين المدنيين نحو الحدود المغربية الموريتانية للتخييم داخل معبر الكركرات لإغلاقه في وجه الحركة التجارية والمدنية بشكل نهائي، وذلك بالتزامن مع الحملة الإعلامية التي تخوضها الجبهة لإغلاق المعبر. ودعا نشطاء مغاربة إلى التصدي للمسيرة المرتقبة بإرسال قوات الجيش المغربي إلى المعبر الحدودي القريب من الكركرات كرد على تصعيد ميليشيات الانفصاليين، وحذروا من مغبة التساهل مع الاعتصام المزعوم الذي قد يطول ويتحول إلى نقطة ضغط في ملف الصحراء المغربية تزامناً مع قرب صدور تقرير مجلس الأمن الدولي. وتأتي تحركات جبهة البوليساريو بالكركرات في وقت تؤكد فيه الأممالمتحدة ضرورة "الامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة العازلة"، ناهيك عن التحذير الواضح الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى الجبهة بسبب إقدامها على عرقلة حركة معبر الكركرات خلال مرور رالي "أفريكا إيكو رايس" عبر الصحراء المغربية.