بعد تهديد جبهة البوليساريو باعتراض مرور سباق دولي عبر الأقاليم الجنوبية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع التوترات في معبر الكركرات. وكانت جبهة البوليساريو هددت بمنع مرور سباق "أفريكا إيكو ريس" (AFRICA eco RACE) من المناطق التي تعتبرها "متنازعا عليها". كما عمد نشطاء انفصاليون إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام معبر الكركرات، أمس السبت، وقاموا بإغلاق الممر ومنع مرور السيارات المتجهة إلى موريتانيا. المستجد الصادر عن الجبهة الانفصالية دفع بعثة "مينورسو" إلى الحلول بسرعة بعين المكان، ورصد هذه الخروقات التي استمرت لأزيد من نصف ساعة. وأوضحت جبهة البوليساريو أن الوقفة جاءت احتجاجا على مرور السباق الدولي المتوقع عبوره عبر المنطقة، مشيرة إلى أن "المنظمين اكتفوا بالتنسيق مع السلطات المغربية". وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة بياناً أعرب من خلاله عن "القلق إزاء التوترات المتزايدة في الصحراء، بالتزامن مع عبور سباق أفريكا إيكو ريس معبر الكركرات". ودعا غوتيريس، في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة الأممالمتحدة، "جميع الجهات الفاعلة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توترات". وأضاف قائلاً: "من المهم السماح بمرور حركة مدنية وتجارية منتظمة والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة العازلة"، في إشارة إلى عرقلة نشطاء من الجبهة لحركة السير التجارية والتهديد باعتراض السباق الدولي. وجدد أنطونيو غوتيريس التزام الأممالمتحدة بدعم المغرب والبوليساريو للتوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين للصراع في الصحراء وفقا لقرارات مجلس الأمن". وكان المسؤولون عن "الرالي" وضعوا خريطة المغرب كاملة في الملصق الخاص بالمسار الذي سيقطعه المتسابقون، وهو ما أثار حنق جبهة البوليساريو التي عبرت للمرة الثالثة عن رفضها للأمر، خصوصا أن مشاركين كثرا يحملون معهم أعلاما وطنية تكريسا لمغربية الصحراء. وفي السنة الماضية، حذرت الحكومة المغربية جبهة البوليساريو من خطورة اعتراض هذا السباق الدولي، وأكدت أن استفزازاتها تضعها في مواجهة مع الأممالمتحدة وليس مع المملكة المغربية فقط. وقامت الجبهة في السنة الماضية بنشر عدد من العناصر المسلحة قرب المعبر الحدودي "الكركرات"، تزامنا مع مرور سباق السيارات الشهير "موناكو-داكار"، المرتقب أن يعبر غداً المعبر ذاته في اتجاه الجارة موريتانيا.