صفعة أممية جديدة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى جبهة البوليساريو الانفصالية بتحذيرها من خطورة الأفعال التي تقوم بها على مستوى معبر الكركرات الحدودي. وتواصل جبهة البوليساريو تحضيرها لما يسمى ب"الاعتصام الشعبي" في المعبر الحدودي؛ إذ توقف عشرات الصحراويين القادمين من مخيمات الرابوني ب"الناحية العسكرية الأولى" في منطقة تسمى "الدكوج". ويبدو أن زيارة الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، إلى المنطقة الجنوبية، وبالضبط الجدار الأمني، للوقوف عن كثب على تطورات الوضع هناك، قد أربكت ميليشيات البوليساريو؛ إذ كشفت مصادر متطابقة تفجر انقسام حاد بين قيادات الجبهة بشأن مخطط "الحركة العفوية" لإغلاق معبر الكركرات. وتدفع قيادات من الجبهة بضرورة التراجع عن الخطوة المرتقبة لما يمكن أن تحمل من نتائج غير محسوبة العواقب على مستوى الإدانة، خصوصا مع قرب صدور تقرير مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر المقبل، فيما تدعو قيادات أخرى، من بينها المسمى ب"وزير الدفاع" محمد لمين البوهالي، بضرورة التصعيد لإعادة ملف الصحراء إلى الواجهة الدولية. وعبرت مصادر موريتانية عن امتعاضها من الاستفزازات المتكررة للبوليساريو على مستوى المعبر الحدودي، الذي يعتبر منفذا اقتصاديا رئيسيا من وإلى نواكشوط. وذكر منبر إعلامي موريتاني أن التحرك الجديد للبوليساريو وإن "كان موجها في الظاهر ضد المغرب، إلا أن موريتانيا هي من تدفع ثمنه بالدرجة الأولى، نظرا لاعتماد سوقها المحلي على التموين من مادة الخضار القادمة عبر الشاحنات من الجارة المغرب". وأوضح المصدر ذاته أن "تعطيل الحركة داخل معبر الكركرات من شأنه أن يضاعف أسعار الخضراوات في الأسواق الموريتانية، وهو في النهاية عقاب مباشر للمستهلك الموريتاني وتحد سافر لقيادتها، واستهتار واضح بمصالح البلد وسيادته، وتلاعب خطير بأمنه الغذائي". ودعت الأممالمتحدة البوليساريو إلى عدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة، والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة العازلة بالكركرات، وذلك ردا على التظاهرات المزمع القيام بها بهدف عرقلة حركة السير المدنية والتجارية. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في تصريح للصحافة، إن منظمة الأممالمتحدة "على علم بدعوات" انفصاليي البوليساريو وأذنابها من ذوي السوابق الإجرامية للقيام بتظاهرات جديدة بالكركرات بهدف عرقلة حركة السير المدنية والتجارية. كما جدد دعوة الأممالمتحدة إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توتر" بالكركرات، مضيفا أن بعثة المينورسو تراقب الوضع بالمنطقة.