طفت، تساؤلات عدة، بخصوص خلفيات زيارة الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، للمنطقة الجنوبية عند الجدار الأمني،على ضوء استفزازات البوليساريو، في منطقة الكركرات، بين المغرب وموريتانيا. وحل المسؤول العسكري بالجدار الأمني، مرفوقا بعدد من المسؤولين العسكريين بالمنطقة وآخرين تابعين للقيادة العليا، للاطلاع عن كثب على الوضع هناك. وبحسب متتبعين، فإن حلول الجنرال الوراق بالأقاليم الجنوبية للمملكة ، يأتي في ظل تحركات مشبوهة لحركة البوليساريو التي تحاول إشعال الأوضاع تحديدا في معبر الكركرات في تحد واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق، قال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح ل"الأيام24′′، "إن زيارة الجنرال من أجل الإطلاع عن كثب على ما يجري خلف الجدار الأمني جهة "البوليساريو"، التي تحركت في المناطق العازلة المنزوعة السلاح، والتي غير مامرة حاولت الجبهة اعتبارها مناطق محررة، وتحاول خنق التجارة عبر التضييق على القوافل التجارية في الممر الحدودي الكركرات بين المغرب وموريتانيا. وأضاف أكضيض، أن "الأمر يهدف من قبل الجبهة إلى إضافة إثارة انتباه الأمين العام للأمم المتحدة من أجل حلحلة ملف الصحراء، خاصة قرب انعقاد الجمعية للأمم المتحدة في أكتوبر". وأوضح الخبير الأمني، أن "جبهة البوليساريو انصبت استراتيجيتها في السنوات الأخيرة على رفع منسوب التوتر من نافذة الضغط على حرية التجارة في معبر الكركرات وسلوك خطة مايسمى ب"تحرير الأراضي"، من أجل جمع التضامن الداخلي اللاجئين في مخيمات تندوف وامتصاص بعض الحركات الاحتجاجية الداخلية ومحاولة الضغط سياسيا على المغرب من أجل تعطيل مشروع التنمية في المنطقة من قبيل الميناء الجديد الذي سيضيق الخناق على الجهة الداعمة البوليساريو وبالضبط الجزائر". واعتبر أكضيض، أن "محاولة البوليساريو الآن سبقتها محاولات في نفس الاتجاه منذ 2016 وتنطبق تماما وتتكرر، ولهذا فإن زيارة الجنيرال الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، تمليه الضرورة ومن أجل الوقوف ميدانيا على تحركات الجهة المعادية واستخلاص الخلاصات اللازمة مع الحفاظ على كل ثوابت السلام التي أقرته الأممالمتحدة". ولفت أكضيض، في سياق تعليقه على زيارة الوراق للصحراء، أن هناك "رسالة أخرى قد تكون ذات صلة بعثتها جبهة البوليساريو في ظل تنامي الدول وتدفقها من أجل فتح بعثاتها الدبلوماسية في الصحراء المغربية، هي تنبيه الأمين العام للأمم المتحدة، إلى فراغ منصب ممثل الأمين العام في الصحراء، وضرورة تسوية هذه الإشكالية الأمنية في القريب مع التهديد بالرجوع إلى السلاح ورمي الكرة في مرمى الأممالمتحدة في ظل زيادة دعم دول كثيرة إلى مبادرة الحكم الذاتي من جانب المغرب إضافة إلى انخراط بعض دول امريكا الجنوبية في تأييد المبادرة المغربية الشيئ الذي لم تستسغه جبهة البوليساريو التي كانت تعتبر كثير من دول أمريكا الجنوبيه في صفها". وتواصل جبهة "البوليساريو" التحضير لمخططها بالكركرات، إذ أظهر شريط تنقل عشرات من عناصر الجبهة بسيارات رباعية الدفع في اتجاه المعبر الحدودي؛ وهو ما يندر بتطورات ميدانية ورد فعل مغربي قد يكون حازماً هذه المرة تجاه الاستفزازات المتكررة. المغرب، سبق، أن أخطر مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة و الدول المعنية بشأن عرقلة عناصر البوليساريو لحركة المرور بمعبر الكركرات الحدودي، وحذرت أن المملكة المغربية لن تقف مكتوفة الأيدي بشأن هذه الاستفزازت والخروقات من طرف عناصر جبهة "البوليساريو" وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، (البوليساريو)، بعدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة بالمنطقة العازلة للكركرات، وذلك في رد فعل على استفزازات (البوليساريو) وأذنابها بالمنطقة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في تصريح للصحافة، إن منظمة الأممالمتحدة "على علم بدعوات" انفصاليي (البوليساريو) وأذنابها من ذوي السوابق الإجرامية للقيام "بتظاهرات جديدة" بالكركرات بهدف عرقلة حركة السير المدنية والتجارية. وأكد المتحدث على ضرورة عدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في " الوضع القائم في المنطقة العازلة" بالكركرات. كما جدد دعوة الأممالمتحدة إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توتر" بالكركرات، مضيفا أن بعثة (المينورسو) "تراقب الوضع" بالمنطقة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد طالب أيضا، في 11 يناير الماضي، في تصريح عممه المتحدث باسمه، ب"السماح بمرور حركة مدنية وتجارية منتظمة" بالكركرات، داعيا إلى "الامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة العازلة" وذلك في إشارة منه إلى تهديدات واستفزازات (البوليساريو) الهادفة الى عرقلة مسار رالي "أفريقيا إيكو ريس" الرابط بين المغرب وموريتانيا.