لا شك أننا جميعاً، وعلى امتداد منطقتنا وفي كل الدنيا، نتساءل اليوم- كأكثر من وقت مضى-؛ ما العمل في شأن دعم قضية الشعب الفلسطيني، المستعمَر والمحتل على أرضه، منذ أكثر من قرنٍ من الزمن...؟ ماذا يمكننا أن نقدم لهذه القضية التحررية والإنسانية، في هذا الظرف، من دعمٍ ملموس..؟ ومن صيّغِ تضامنٍ فعّالةٍ، خلّاقةٍ ووازنة..؟ في بلادنا مثلاً، وفي هذه الأجواء والظرفية تحديداً؛ ما العمل؟ أولاُ؛ في شأن التحريك والإقناع والضغط الشعبي، نحو موقفٍ وطني واضحٍ من قضية فلسطين ومما يجري..؟ ثانياً؛ في شأن التعبئة والضغط الوازن، من أجل تجريم التطبيع تجريماً موثَّقاً موثوقاً، بقرارات علنية واضحة على صعيد الجهازين التشريعي والتنفيذي..؟ ثالثاً؛ في شأن إسناد هذا الدعم المعنوي لقضية فلسطين بدعمٍ مادي ملموس، يُسهم في نصرة مقاومةِ وهزمِ الاحتلال الصهيوني لفلسطين ولباقي أراضي شعوبٍ أخرى..؟ هذه الأسئلة والمسائل الثلاث أو هذه المهام الثلاث، المطروحة علينا اليوم، في هذه الظرفية الدقيقة الواعدة، من شأن إعمالِ وتعميقِ النظر فيها، ومن شأن الإبداع المستمر في ضبطها وتفعيلها في الواقع الملموس (...) أن يفتح آفاقاً واعدة في نصرة قضية فلسطين، وفي إعادة تصويبِ بوصلة التحرر والانعتاق لدى شعوبنا وكل شعوب العالم التصويبَ السّديد، في منطقتنا وفي كل الدُّنيا... لذلك، يجدُرُ بنا جميعاً، ونحن نعملُ ونسهمُ في هذا الكفاح التحرري الطويل، وفي إنجاز هذه المهام المرحلية الثلاث، أنْ نتوجَّه إلى؛ أولاً؛ استئنافُ التحريك، عقلنته وتسريعه وتنظيمه، على صعيد العلاقات مع الهيآت السياسية والمنظمات الشبابية والنسائية والنقابية والجمعيات الحقوقية والثقافية والفنية والمهنية وغيرها (...) من أجل توحيدِ وتوسيعِ الجهود، عبر اللقاءات والبيانات والعرائض والأنشطة المختلفة والمقترحات العملية ومشاريع القوانين، وغيرها... ثانياً؛ تثمين العمل في واجهة استكشاف وفضح خطوات التطبيع بكل أشكالها وأصنافه، وكشف هوية المطبِّعين والمطبِّعات أمام الرأي العام.. وذلك بالتزامن مع تعزيز العمل وتطويره في جبهاتِ الإعلام والاتصال والتواصل وواجهاتِ الثقافة والفنون، واستصدار "مجلة فلسطين"... ثالثاً؛ التحضير لإطلاق مبادرة الدعم المادي لشعب فلسطين المحتل والمحاصر، عبر جمع المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية... ومن خلال يومٍ وطني ضد الاحتلال والتطبيع وتقتيل الشعب الفلسطيني، في كل الفضاءات المُتاحة وبكل الوسائل الممكنة في المقرات والمنازل وأماكن العبادة والعمل وعبر وسائل الاتصال والتواصل، المُتاحة و الممكنة... لا شك أن التراكم الحاصل في دعم القضية الفلسطينية، واستناداً إلى تجربتنا في هذا المضمار، يستوجبا منّا إعمال الأذهان والإبداع الخلاق على طريقِ مناهضة التضليل والتحريف وثقافة الاستسلام والارتزاق في الأوساط التي تستهدفها خطط الاستقطاب والدعاية الصهيونية، وعلى نهج الوضوح والفعل المدروس الملموس السديد، بما يعيد تصويب بوصلة التحرير والتحرر والانعتاق، لدى النخب والشعوب والدول على حدٍّ سواء، في منطقتنا وفي كل الدنيا.. ومما لا شك فيه أيضاً، أننا علاوة على ذلك- ونحن على هذه الطريق وعلى هذا النهج- مطالبون ومطالبات باجتراح منهجيات ناجعة للعمل، تحدِّدُ وتنظِّمُ الطاقات والأساليب والوسائل، وتضعُ الأداة التنظيمية المناسبة للمهمة أو المهام المرسومة، بما يجنِّبنا السقوط في فخاخِ الانطباعية والإنتظارية والإرادويات المتطرفة.. *عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين