أصبح عدد من الطلبة المُقبلين على متابعة دراستهم الجامعية، أو في مسلك التكوين المهني، مهددين بمواجهة صعوبات ومشاكل في مسارهم الدراسي، جراء عدم تمكنهم من وضع ملفات الاستفادة من المنحة التي تمنحها الوزارة الوصية على قطاع التعليم. ويعود سبب عدم وضع ملفات الاستفادة من المنحة إلى الصعوبات الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا، وفي مقدمتها التنقل، وهو ما حال بينهم وبين الحصول على الوثائق الإدارية المطلوبة لإعداد ملفاتهم ووضعها في الأجل الذي حددته الوزارة. شبكة التحالف المدني للشباب قالت إن آلاف الطلبة سيحرمون من الاستفادة من المنحة الدراسية، التي تعوّل عليها نسبة كبيرة من الطلبة المنتمين إلى الأسر الفقيرة لمتابعته دراستهم العليا، أو الدراسة في سلك التكوين المهني. وقالت الشبكة المذكورة إن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لم تستحضر سياق حالة الطوارئ الصحية وما رافقها من تقييد حركة التنقل، وهو ما تعذّر معه على الطلبة وضع ملفاتهم في الآجال القانونية. واعتبر عبد الواحد زيات، رئيس شبكة التحالف المدني للشباب، أن وزارة التربية الوطنية مدعوة إلى تمديد آجال وضع ملفات الاستفادة من المنحة الدراسية، "وإلا فإن الطلبة سيجتازون موسما دراسيا صعبا، هذا إذا لم تتعذر عليهم متابعة دراستهم". وأردف الفاعل المدني ذاته، في تصريح لهسبريس، بأن تمديد أجل وضع الملفات لا يتطلب أي جهد أو إمكانيات، مضيفا أن "آلاف الطلبة الجامعيين وتلاميذ التكوين المهني لم يتمكنوا من وضع ملفاتهم، وعلى الحكومة أن تحمي حقهم في مواصلة دراستهم". من جهته وجه فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب سؤالا في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية، أكد فيه أن جائحة كورونا حالت دون وضع عدد من الطلبة لملفات الحصول على المنحة برسم الموسم الجامعي 2020-2021، بسبب القيود المفروضة على التنقل، مسائلا إياه حول التدابير التي اتخذتها الوزارة لتمديد تلقي الملفات وتمكين الطلبة المستوفين لشروط الحصول عليها من الاستفادة منها. وأشار رئيس شبكة التحالف المدني للشباب إلى أن الحكومة "كان عليها أن ترفع عدد المستفيدين من المنحة، بعد أن تضرر آلاف الآباء بسبب أزمة جائحة كورونا، ومنهم من فقد عمله، وهو ما عمق هشاشة الطلبة الذين لا يتوفرون على أي مصدر مالي آخر لمتابعة دراستهم سوى المنحة التي تصرفها لهم الحكومة".