جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مواقفه العدائية تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية، معتبراً أن قضية الصحراء المغربية هي "مسألة تصفية استعمار"، بتعبيره. وفي موقف متناقض قال الرئيس تبون، في حوار مع وسائل إعلام جزائرية، إن بلاده لا ترى أن هناك أي خلاف مع المغرب، موردا: "لا مشكل مع المغرب فهي دولة شقيقة، والشعبان يحبان بعضهما البعض، وإذا كان لديهم مشكل معنا فليتفضلوا لطرحه". وأضاف تبون أن الملك الراحل الحسن الثاني خلال زيارته إلى الجزائر، رفقة الملك فهد بن عبد العزيز، وافق على أن "حل نزاع الصحراء مكانه الأممالمتحدة، وبالتالي عودة العلاقات الأخوية مع الجزائر"، موردا أنه "منذ تاريخ هذا الاتفاق في 1989، ظلت العلاقات جدية بين البلدين إلى حدود 1995". ويرى مراقبون أن ترحيب الرئيس تبون بالحوار مع المغرب مجرد استهلاك إعلامي يتجدد في كل مرة دون وجود نية أو رغبة حقيقية لطي الخلاق الثنائي؛ إذ سبق للملك محمد السادس أن أعلن في خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2018 عن مبادرة من أجل إطلاق حوار مباشر وصريح مع الجار الشرقي، لكن الجزائر تجاهلت "اليد الممدودة" للمملكة المغربية رغم تجديد الدعوة في خطاب العرش السنة الماضية. من جهة ثانية، بدا الرئيس الجزائري منزعجاً من نجاح "الحوار الليبي" في مدينة بوزنيقة مؤخراً بوساطة المغرب، وقال إن "الجزائر ترفض أي خطوة في ليبيا بدون إشراكها"، وذلك بعد تفضيل أطراف النزاع الليبي الوساطة المغربية لأنها تبتعد عن أي أجندات أو حسابات. وجاء الانزعاج الجزائري بعد إشادة كبريات الدول والمنظمات الإقليمية والقارية والأممية بنجاح وساطة المغرب في تحريك جمود الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، وهو ما أكده البيان الختامي لوفديْ مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا. ويرتقب أن يحتضن المغرب في نهاية الشهر الجاري مفاوضات جديدة بين الليبيين لتوقيع اتفاق نهائي، بعد التوصل في "جولة بوزنيقة" إلى اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية المتنازع بشأنها منذ سنوات.