غياب الجامعات المغربية في ترتيب شنغاي 2020 على غرار غيابها في الترتيب العربي 2021، يسائلنا... في اعتقادي هو لا يرجع إلى الباحثين أساسا، وذلك لحجة التميز والتألق الذي يلاقيه الباحثون المغاربة عالميا، كلما توفرت لهم في الخارج كل الظروف اللازمة في الخلق والإبداع، وكذا الإقبال المتزايد على طلب خبراتهم بالخارج (في غياب من يجمع شتاتهم ويعترف بتفوقهم العلمي محليا)، في شتى المختبرات والمراكز البحثية والمنظمات الدولية وفي مختلف المجالات العلمية والتخصصات وحتى الدقيقة منها، بل مرد ذلك يعود إلى غياب الرؤية الاستراتيجية والقيادة العلمية الجيدة وهشاشة الحكامة السائدة، في تدبير حقل البحث العلمي والابتكار، محليا، بشكل عام ومندمج - فلسفة وفكرا ولغة وتفاهة... إن الحضور في الترتيب الدولي للجامعات يتطلب توفر مجموعة من الشروط المؤسساتية والاستراتيجية والتواصلية والإنسانية والنفسية والرمزية واللغوية المركبة لعل أهمها يكمن في الآتي: أولا: وجود خطة عمل متماسكة ومندمجة في دعم الخيال السوسيولوجي والعلمي الابداعي عند النشء والباحثين على السواء... يعني بلورة مشروع مجتمعي واضح وموثوق فيه قوامه الإرادة الحقيقية والالتزام الفعلي في بناء الإنسان ضمن مجتمع المعرفة عبر خلق الظروف المناسبة للتباري والتميز والمنافسة الشريفة بينهم. وتمجيدها. بين الشباب خاصة.. من أجل تجاوز الدرجة الصفرية في البحث والكتابة، كما يقر بذلك رولان بارت، وذلك رهين ثانيا: بتوافر قيادات وكفاءات علمية ذات مصداقية وطنية ودولية في توجيه الدفة قادرة على استنهاض الهمم، وإفشاء روح ومتعة القراءة، واكتساب التعلم المستمر طيلة الحياة، والتأليف والبحث والتنقيب والفضول العلمي الدائم والتجاوب والتثمين في المجتمع والإشعاع الدولي... حول ذلك. بدل الخنوع لمنظومة التفاهة والترقيع وهدر الزمن والمؤهلات المتاحة... والباقي تفاصيل ..... وفي هذا السياق، يتذكر الكل بحسرة القولة التاريخية المشهورة للأستاذ الجامعي لحسن الداودي - كبيرهم الذي علمهم السحر، كما يقال - كمسؤول عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي عندما صرح للعلن يوما :ينبغي تنحية العلوم الإنسانية والاجتماعية، من البلاد.. في وقت يقر فيه كل علماء الأرض أنها تعد ركنا جوهريا ودعامة أساسية في بناء الديمقراطية والقدرات في القرن الحادي والعشرون!!! ناهيك عن كونها مسلكيات واعدة في تطور العلوم بأسرها في المستقبل.... بربكم سترتب جامعاتنا بمن وبمعية من؟؟ ومتى؟؟ وكيف؟؟ وبأي وسيلة ومشروع؟؟ وإلى أين؟؟