في ستِّة أجزاء، رأى النورَ تحقيقُ الأكاديمية عصمت دندش ل"سراج المريدين في سبيل الدّين"، مع دراسة مفصّلة لهذا الكتاب الذي خطّه القاضي أبو بكر بن العربي المعافري. وتقول عصمت دندش، أكاديمية وباحثة، إنّ موضوع هذا الكتاب المخطوط المحقَّق للقاضي أبي بكر بن العربي هو التصوّف الحقيقي، وتضيف: "المستغرب هو أنّ فقيها وعالما من درجته يكتب هذا الكتاب". وتزيد الأكاديمية المغربية المصرية: "أخذ التّحقيق ستّ سنوات من العمل والمعاناة، ففيه أكثر من ألفي ومائتي حديث، وآلاف الآلاف من الآيات القرآنية". وتنبّه عصمت دندش إلى أنّ العمل كان متوقّفا في فترة وفاة زوجها، الأكاديمي محمد بنشريفة، عميد الدراسات الأندلسية.. ثم في ندوة لتكريمه، تقول الباحثة: "تحدّثتُ عن عملي في سبيل تحقيق هذا المخطوط، وأسرع باحث نشيط في إخراج هذا العمل". وتضيف دندش: "هذا كتاب يبيّن أمورا كثيرة، نجتاز اليوم ما هو مثلها، طبق الأصل، في مراحل سقوط المرابطين والفتن التي حدثت، وهي بالضبط ما يحدث بيننا الآن: انفراط الدّول الإسلامية". وتنبّه المصرّحة إلى الظّروف الصّعبة التي كتب فيها ابن العربي هذا الكتاب قائلة: "كانت فترة بداية فتنة المهدي بن تومرت، في أحداث تشبه ما يحدث الآن؛ فرق اتّخذت من الدين سلعة، وسبق أن كتبتُ عنها في (تحقيقي) لكتاب 'مفتاح السعادة' لابن العباس بن العريف". ويتضمّن هذا الكتاب دراسة لبعض الأمور التي كانت غامضة عن العلاقة بين الإمام أبي حامد الغزالي والقاضي أبي بكر بن العربي، وتكشف "سرّا كبيرا كان بينهما". وتقول عصمت دندش إنّ هذا الكتاب طبع في بيروت، ومع طبيعة الفترة الرّاهنة، وتدابير الحَجر الصحي، وصعوبة النقل، تأخّر وصوله إلى المغرب، علما أنّه في طريقه إليه. وتذكر الأكاديمية أنّ شيخ الأزهر كان حريصا على أن يَخرج هذا الكتاب، عندما قابلَتْه، وتولّى تقديمه الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وتذكر الأكاديمية عصمت دندش أنّ هذا الكتاب الذي يقع في ستّة أجزاء تتقدّمه "دراسة فيها كثير من الأشياء الجديدة، وفيها اجتهاد يحتمل الخطأ والصواب، لكن مع تجربة وخبرة، ستكون رغمها هفوات؛ فلا يوجد عمل كامل إلا كتاب الله سبحانه وتعالى".