اندلع حريق، اليوم الاثنين، بسوق الكتب المستعملة بالقرب من المحطة الطرقية باب دكالة، بمقاطعة المدينة القديمة في مراكش، مخلفا خسائر مادية كبيرة ب7 محلات. وتمكنت عناصر الوقاية المدنية من السيطرة على الحريق الذي تجهل أسبابه، وإخماده قبل انتشار لهيبه وإلحاق الضرر بمحلات أخرى. وفور علمها بالحادث، سارعت السلطة المحلية إلى سوق الكتب، رفقة مختلف المصالح الأمنية، التي فتحت تحقيقا للوقوف عند أسباب اندلاعه وتحديد المتسببين فيه. محمد الزرق، كتبي من المتضررين بالسوق المذكور، قال في تصريح لهسبريس: "توصلنا بخبر نشوب الحريق في الصباح الباكر بشكل طفيف تمكن حارس المنطقة من إخماده، لكن بعد ذلك، شب حريق آخر التهم كمية كبيرة من الكتب"، مضيفا: "تعرضنا لخسائر فادحة بعد عودتنا إلى العمل إثر توقفنا بسبب جائحة كورونا". وأجمع كل من استقت هسبريس رأيهم، على مناشدة "والي جهة مراكش قصد التدخل لإنقاذهم، لأن معظم الكتبيين من حملة الشواهد الجامعية، الذين تشكل هذه المحلات مصدر عيشهم". واستنكر العديد من المثقفين ما تتعرض له المكتبة، التي توجد في الهواء الطلق بباب دكالة، من حرائق متكررة، رغم ما تلعبه من دور مهم في توفير كتب قيمة للتلاميذ والطلبة والأساتذة والمثقفين منذ القرن الماضي. محمد آيت لعميم، كاتب وناقد مغربي، قال لهسبريس: "نقل هذه المحلات التاريخية إلى جانب السور وبالقرب من المحطة الطرقية كان مأساويا"، ثم طالب "بإرجاع الكتبيين إلى ساحة مسجد الكتبية، لتنشيط المنطقة وإحياء الحياة الثقافية بساحة جامع الفنا ومحيطها". أما لحسن مناف، واحد من التلاميذ والطلبة الذي وجدوا ضالتهم في محلات الكتب المستعملة، فقال في تصريح لهسبريس: "منذ الاحتجاجات التي عرفها حي سيدي يوسف بن علي سنة 1984، قامت الجهات المعنية بالثقافة بأول مبادرة ثقافية، فحولت الكتبيين من ساحة جامع الفنا إلى حديقة عرصة البيرك، وبعد مدة قليلة تم نقلهم إلى باب دكالة". وأضح لعميم ومناف، معا، أن "هذه المحلات كانت تلعب دورا كبيرا في توفير أمهات الكتب من مصادر ومراجع للتلاميذ والطلبة والأساتذة والمثقفين"، وأضافا: "كان أصحاب المحلات يسمحون لنا بقراءة الكتب في عين المكان بالمجان، ويعتمدون تسهيلات في بيعها، ما يمكن الجميع من الحصول على الكتاب". وأكد المتحدثان "أن نقل محلات بيع الكتب المستعملة من عرصة البرك إلى باب دكالة، يعد مؤشرا قويا على تهميش الثقافة بمدينة سبعة رجال".