ينظم مركز التنمية لجهة تانسيفت حملة لجمع كتب تسلم لاحقا لفائدة مالكي سبع محلات لبيع الكتب المستعملة بساحة باب دكالة بمراكش، ضحايا حريق شب مؤخرا في محلاتهم وتسبب في خسائر مادية كبيرة. وعبأ مركز التنمية لجهة تانسيفت أعضاءه ومتطوعين للتمكن من جمع ما لا يقل عن ألفي كتاب مستعمل سيجري تسليمها لمالكي سبع محلات متضررة من هذا الحريق الذي دمر آلاف الكتب. وكانت عدد المحلات المتخصصة في بيع الكتب القديمة والمستعملة والنفيسة، أكبر بكثير مما هو عليه اليوم، وكان سوق الكتب بكل محلاته يشهد رواجا ملحوظا طول السنة، وكانت الكتب المستعملة تباع بكثرة، وتعرف حركة كبيرة، وكان عدد القراء أوفر. وحسب أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، فإ هذه الحملة التضامنية، مكنت الى حدود كتابة هذه الأسطر من جمع حوالي ألف كتاب، مبرزا أن هذه الحملة تجسد بشكل ملموس روح الكرم والتضامن التي يتسم بها المغاربة. وأضاف الشهبوني في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أن المتبرعين ومانحي الكتب يمثلون مختلف الفئات المجتمعية، مشيرا إلى أن الكتبيين المستفيدين من هذه العملية التضامنية فقدوا مورد رزقهم بسبب الحريق، مشيدا بالصدى الطيب والواسع الذي تركته هذه الحملة التضامنية. وكان فنانون وفاعلون جمعويون، من كلى الجنسين، أطلقوا حملة تضامنية مماثلة مع كتبيي ساحة باب دكالة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار "ألو .. لدي كتاب"، مكنت من جمع أزيد من 15 ألف كتاب لفائدة الكتبيين لتمكينهم من استئناف نشاطهم. وعاشت ساحة باب دكالة، يوم 22 يونيو المنصرم، على إيقاع حريق شب في سبعة محلات لبيع الكتب المستعملة، محاذية للسور التاريخي لباب دكالة بمراكش، متسببا بذلك في إتلاف آلاف الكتب. وكان الكتبيون يستقرون بساحة جامع الفناء، التي شكلت الموقع الأول لبيع وترويج الكتاب، قبل أن يتم نقلهم إلى ساحة باب دكالة بجوار السور التاريخي، حيث شهدت محلات بيع الكتب المستعملة، التي تضم أهم الكتب التي صدرت باللغتين العربية والفرنسية، اقبال العديد من هواة الكتاب المستعمل منهم شعراء وكتاب وفنانون وتشكيليون وجامعيون. وحسب محمد الغريسي الذي امتهن بيع الكتاب المستعمل لأزيد من ثلاثة عقود، فإن الكتاب المستعمل شهد أوجه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وكانت ساحة جامع الفناء مسرحا كبيرا للكتبيين من جهة وللحكواتيين، الذين ربطوا علاقات ثقافية مع بائعي الكتب القديمة، لأنهم كانوا يستأجرون كتبا من عيون التراث العربي، ك"الأزلية" و"ألف ليلة وليلة"، وكل مؤلف يحاكي التراث الشفهي الشعبي.