موهبةٌ مغربية أخرى طموحة في مجال الاختراع، تبصم على إعداد مشروع صناعة "روبوت" آلي يعوّض مهام الممرّضين في القيام بالخدمات الاستشفائية للمصابين بفيروس "كورونا" المستجدّ في المستشفى. آدم خشّاب، 21 سنة من مدينة وجدة، راودته فكرة صناعة "روبوت" آلي خلال فترة الحجر الصحي، يقوم أساسا على تقليل الاتصال المباشر بين الطاقم الطبي والمريض، حيث يقوم الروبوت، بدل الممرض، بتقديم الوجبات الغذائية والأدوية، ويقيس درجة حرارة المريض وحالته الصحية، عوض الممرض الذي يكتفي بتوجيه "الروبوت" عن بعد. تابع آدم دراسته في المدرسة التقنية بوجدة، حيث اهتمّ بمجال "الروبوتيك" والإلكترونيات بصفة عامة، ومن ثمّة نال شهادة الباكالوريا في مجال الكهرباء، قبل أن يلتحق بالتكوين المهني بوجدة. وبعدها استفاد آدم من دورة تكوينية بالدر البيضاء للمشاركة في مسابقة محلية، إذ حصل على المرتبة الأولى وطنيا، قبل أن يتم إرساله للمشاركة في مسابقة دولية في روسيا. وفي حديثه إلى جريدة هسبريس الإلكترونية قال آدم: "اشتغلت على الكثير من المشاريع الإلكترونية قبل أن ألج عالم "الروبوتيك"، وقادني الطموح إلى المشاركة في العديد من التكوينات والمسابقات التي نمت قدراتي في مجال الإلكترونيات". ويتابع آدم قائلا: "أعددت الكثير من "الروبوتيكات" في عمل جماعي مشترك في مسابقات كثيرة، وهذا هو "الروبوت" الوحيد الذي أعددته بصفة شخصية وبشكل مستقل وبناء على فكرتي الخاصة". "إن الهدف الأساسي الذي قادني إلى صناعة هذا "الروبوتيك"، هو التفكير في تقليل الاتصال المباشر بين الطاقم الطبي والمريض المصاب بفيروس كورونا المستجدّ، لما لذلك من خطوة انتقال العدوى"، يردف آدم. كما أبرز أن من وظائف "الروبوت" أنه يقدم الوجبات الغذائية للمريض في قاعة الحجر الصحي وكذا الأدوية الضرورية، إضافة إلى أنه يتوفر على نظام يقوم بتزويد الطاقم الطبي بكافة البيانات انطلاقا من تطبيق خاص، ويطلعهم على كافة المعلومات المتعلقة بالمريض من حيث الحالة الصحية ودرجة الحرارة، إضافة إلى توفره على خاصية تمكنه من تقديم الدواء المناسب للممرض. وكشف المتحدث أن "الروبوت" يشتغل بطريقة تلقائية، لتوفره على إشعارات يحدد من خلالها المسلك الذي يمضي فيه، ويحدد المكان الذي يضع فيه الوجبة الغذائية والأدوية وحاجات المريض... وعن ظروف الاهتداء إلى الفكرة قال آدم: "إن دكتورة جامعية أخبرتني أن هناك مجلسا يدعم كافة المشاريع التقنية، ففكرت في المشاركة باستغلال فترة الحجر الصحي للاشتغال على هذا المشروع الذي استغرق أزيد من شهرين". وعن أدوات صناعة "الروبوت"، قال آدم إنه "استعان بمجموعة من الآليات التي كانت متوفرة عنده دون اللجوء إلى شرائها، فقام بصناعة "الروبوت" بطريقة يدوية ليحصل على نسخة مصغرة عن المشروع في انتظار تطويره". وأكد آدم أن "الروبوت" إلى حد الآن لا يشتغل بطريقة فردية، إذ يحتاج إلى توجيه الممرض الذي يشرف على تشغيله، ليقوم بمجموعة من المهام والوظائف التي تريح الممرض، وتجعله في آمان في التعامل مع المريض المصاب بالعدوى. ويرجو آدم أن تلقى فكرة مشروعه إقبالا عند المهتمين بهذا المجال، ويتم أخذه بعين الاعتبار، لتطويره في أفق إعداد مشروع متكامل عن "روبوت" ذكي، يساعد الأطقم الطبية في التعامل مع المصابين بالعدوى، بشكل يجعلهم في أمان وبعيدين عن الخطر، مع القيام بكافة الخدمات المقدمة للمرضى.