يعيش ممونو الحفلات والمناسبات وضعا صعبا خلال جائحة فيروس كورونا، سيستمر إلى ما بعد نهاية حالة الطوارئ الصحية، بالنظر إلى المخاطر التي ما يزال هذا الوباء يشكلها على الصحة العامة، والإجراءات التي ستفرضها السلطات فيما بعد. ففي الوقت الذي كان فيه ممونو الحفلات وأصحاب القاعات المخصصة لذلك يجدون في فترة الصيف فرصة سانحة للعمل اليومي المكثف، ما يدر عليهم مبالغ مالية كبيرة، فإن هذا الموسم سيعرف كسادا حقيقيا بسبب منع تنظيم الحفلات والمناسبات والأعراس مخافة انتقال عدوى كورونا بين الحاضرين. وبينما كان أصحاب قاعات الحفلات والممونون يتلقون اتصالات لأشهر وأسابيع من أجل حجز موعد لتنظيم مناسبة ما، فإن العديد منهم أكدوا لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المواطنين لم يتواصلوا معهم خلال هذا الموسم بسبب الوباء. وقال علي معايو، عضو الفيدرالية المغربية لمموني الحفلات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "هذا الموسم مْشى والخدمة متوقفة، وهناك من الممونين من صار يبحث تغيير الحرفة والنشاط"، مضيفا: "لم يتصل بِنَا الزبناء هذا الموسم، بالنظر على الحالة الوبائية التي تمر منها البلاد". وأوضح المتحدث، عضو غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة الدارالبيضاءسطات، أن "القطاع يعيش إشكاليات عدة، قبل الجائحة، من عشوائية وغياب التنظيم، ثم خلال فترة كورونا، وكذا ما بعد الجائحة، ونتساءل عن الطريقة التي سيتم بها تدبير القطاع وطريقة الاشتغال وغيرها". ولفت المتحدث إلى وجود مهنيين "توصلوا بدفوعات وتسبيق من الزبناء لهذه الفترة، تم صرفها في أمور عدة، كتجهيز القاعات واقتناء الآليات، ما جعلهم يعيشون ارتباكا في ظل غياب رؤية للخروج من هذا الوضع على غرار قطاع السياحة". وشدد عضو الفيدرالية المغربية لمموني الحفلات على وجود نقاش بين المهنيين حول فترة ما بعد كورونا، والكيفية التي سيتم بها الاشتغال والتعاطي مع التغيرات الجديدة، مبرزا أن هناك من يقول بتقنين عدد الحضور في المناسبات، وجمع كل أسر على موائد خاصة، تفاديا للاحتكاك مع أفراد أسر أخرى. وجزم علي معايو، ضمن تصريحه، بأن مستقبل القطاع غير واضح، لافتا إلى كون الخدمات التي سيتم تقديمها من طرف المهنيين مستقبلا ستكون خاضعة لمجموعة من الإجراءات والاحترازات، وهو ما يستوجب، بحسبه، تنظيم المجال وتقنينه. وأردف أنه يجب فتح الباب لإنقاذ هذا القطاع وإنقاذ المقاولات العاملة فيه عبر منحها قروض بدون فوائد وإعفاء ضريبي عن هذه السنة، إلى جانب فتح الباب أمامها للولوج إلى الصفقات العمومية التي تحوزها شركة واحدة وتوزيعها على مجموعة من الممونين للمساهمة في نهوضهم من جديد.