اشتكى مهنيون يشتغلون في قطاع تموين الحفلات من العشوائية التي بات يعاني منها القطاع، بسبب اقتحامه من طرف فاعلين لا ينضبطون للمعايير التي من المفروض أن تُؤطّر عملهم، خاصّة وأن خدماتهم مرتبطة بالأساس بسلامة صحّة المواطنين. أعضاء الجمعية المهنية لمموني الحفلات التأموا، مساء أمس الاثنين بالرباط، لمناقشة المشاكل التي يعاني منها قطاع تموين الحفلات، والبحث عن سُبُل تقنين القطاع، وذلك بالتقدم بطلب إلى أحد الفرق النيابية بالبرلمان لتبنّي مقترح بهذا الشأن. الحبيب السعدي، رئيس الجمعية المهنية لمموني الحفلات، قال، في تصريح لهسبريس، إنّ مشكل "العشوائية" يأتي على رأس المشاكل التي تؤرق مموّني الحفلات، مشيرا إلى أنّ تهافت فاعلين كثر على اقتحام القطاع أدّى إلى تردّي مستوى الخدمات المقدّمة للزبناء. "هناك ممونون يعملون في إطار القانون، يؤدون الضرائب ويخضعون للمراقبة الصحية؛ حيث تجري مراقبة أماكن العمل من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية، وهناك آخرون متطفّلون على الميدان لا يؤدون ضرائب ويعملون عشوائيا"، يقول السعدي. وأشار المتحدث إلى أنّ اجتماع الجمعية المهنية لمموّني الحفلات يأتي في وقت لم يعد فيه قبول استمرار الوضع على ما هو عليه محتملا، مضيفا: "نريد الرفع من مستوى هذا القطاع، وذلك بتقنينه، لتجويد الخدمات التي نقدمها للزبناء، والانتقال بها من حسن إلى أحسن". السعدي قال إنّ الجمعية التي يرأسها لا تسعى إلى إغلاق الباب في وجه المموّنين غير المستجيبين للمعايير، "ولكن نريدهم فقط أن يرتقوا إلى مستوى الممونين الذين يشتغلون في إطار القانون". من جهته قال عبد الغني بنسعيد، نائب رئيس الجمعية المهنية للممونين، إنّ مهنة تموين الحفلات أصبحت تعاني من عدة مشاكل في ظل غياب قانون، كما هو معمول به في مهن أخرى، مضيفا: "المجال أصبح قبلة لكل من هب ودب، بدون قانون وبدون احترام المعايير". ويوجد في المغرب، بحسب المعلومات التي قدمها رئيس الجمعية المهنية لمموني الحفلات، ما يزيد عن ستة آلاف ممّون، تسعون بالمائة منهم يشتغلون خارج إطار القانون، ويشغّل القطاع ما يربو عن 200 ألف شخص. اجتماع أعضاء الجمعية المهنية لمموني الحفلات بالرباط كان مناسبة لتجديد الشراكة القائمة بين الجمعية والمكتب الوطني للتكوين المهني؛ حيث يقوم المكتب بتكوين الطلاب للاشتغال في قطاع تموين الحفلات، ويستفيدون من تدريبات عملية لدى المموّنين، وإدماجهم في سوق الشغل.