استبعدت الكنيسة الكاثوليكية ترسيم كهنة من النساء على مدى السنوات الماضية، ناهيك عن تعيينهن في مناصب الأساقفة، لكن الفرنسية آن سوبا تطمح إلى كسر هذه القاعدة، والحصول على موافقة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول على اختيارها لتصبح رئيس أساقفة ليون الجديد. كانت سوبا ذات ال73 عاما، وهي فرنسية حاصلة على درجة الماجستير في اللاهوت، تعمل من قبل موظفة في أحد البنوك، كما عملت صحفية كاثوليكية، ورئيسة لمنظمات كاثوليكية غير دينية ونسوية؛ والآن هي مستعدة للدخول في تحد جديد. وعندما أعلنت ترشحها لمنصب رئيس أساقفة ليون، الذي أصبح شاغرا إثر فضيحة تحرش جنسي بالأطفال، صرحت سوبا بأن هذه "بادرة جنونية، لكن الشيء الأكثر جنونا لو أنها لم تفعل ذلك". واستقال رئيس أساقفة ليون السابق الكاردينال فيليب باربارين بعد أن برأته محكمة استئناف من تهمة عدم الإبلاغ عن انتهاكات، في قضية هزت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا. وقالت سوبا لوكالة الأنباء الألمانية إن هذه الفضيحة دفعتها إلى التقدم لشغل هذا المنصب، إذ يبدو "واضحا أن هناك مسألة قيادة تحتاج إلى تحسين"، وقالت عن القضية التي تمحورت حول سنوات من جرائم التحرش الجنسي ارتكبها كاهن تم تجريده من الكهنوت، بينما كان قسا في مجموعة كشافة في الثمانينيات، إن الأبرشية "عانت بشدة في السنوات الأخيرة". ووجهت جماعة مدافعة عن حقوق الضحايا اتهامات للكاهن السابق الكاردينال باربارين، الذي تم تعيينه عام 2002 بعد وقت طويل من جرائم التحرش، بعدم إبلاغ السلطات عن الانتهاكات، وأدانته محكمة ابتدائية العام الماضي، بما هو منسوب إليه من اتهامات، لكن محكمة الاستئناف قضت ببراءته بعد ذلك. وصدر الحكم في مارس في حق الكاهن السابق المتهم بارتكاب جرائم التحرش الجنسي بالسجن لمدة خمس سنوات . وقالت سوبا إنه بعد هذه الفضيحة سوف يحدث تعيين امرأة رئيسة للأساقفة في ليون "تجديدا كبيرا ونظرة مختلفة تماما...في ما يتعلق بمسألة التحرش، التي تحظى باهتمام بالغ". وردا على سؤال حول ما يؤهلها لمنصب رئيس الأساقفة، قالت سوبا: "معرفتي بحقائق العالم"، وأوضحت أن جميع النساء يمكن أن يدفعن ب"دم جديد" إلى عروق الكنيسة، وقالت: "جميعهن ...لأنهن مستبعدات من المسؤولية". وقد يكون ترشح سوبا لمنصب رئيس الأساقفة أمرا جديدا، لكن صراعها من أجل تعزيز مكانة المرأة في الكنيسة الكاثوليكية ليس وليد اللحظة. عام 2008، كانت سوبا واحدة من مجموعة من النساء الكاثوليكيات العاديات اللواتي تقدمن بشكوى إلى محكمة تابعة للكنيسة ضد رئيس أساقفة باريس آنذاك، بشأن ما اعتبرنه تعليقات مهينة حول مكانة المرأة. وفي أعقاب ذلك، شاركت سوبا في تأسيس مجموعة نسائية كاثوليكية وقادتها لأعوام. وعام 2014، أعربت سوبا عن دعمها للجهود الإصلاحية للبابا فرنسيس، الذي انتخب بابا للفاتيكان في العام 2013. ودافع البابا فرنسيس عن ضرورة فتح المناصب الكنسية أمام النساء، وعام 2016 قام بتعيين أول مديرة لمتاحف الفاتيكان على الإطلاق، وفي وقت سابق من هذا العام، منح امرأة منصبا دبلوماسيا رفيعا في أمانة الدولة بالفاتيكان. لكن سوبا قالت إنها تشعر بخيبة أمل لأن البابا فرنسيس لم يفعل المزيد لفصل إدارة الكنيسة عن الكهنوت، الذي مازال مخصصا تماما في الكنيسة الكاثوليكية للرجال، وقالت: "يشعر المرء بأنه (البابا) لا يصل إلى قلب القضية، وبأنه ربما مُنع من القيام بذلك". كما قالت المتحدثة إن دور الأسقف هو أن يكون "مراقبا، حاميا، ووصيا" - يمنع وقوع الأخطاء اللاهوتية، ويحمي الأطفال، ويحافظ على تماسك هذا المجتمع، ويعطيه "قوة روحية"، وأضافت أن "هذه الوظائف يمكن أن يقوم بها شخص عاد". وعن مسألة ترسيم كهنة من النساء، قالت: "دعونا نقول إنه ليس من الضروري أن أتحدث عن هذا اليوم". ومع ذلك، فرغم خيبة أملها، قالت سوبا إنها مازالت تشعر تماما كما لو أنها في منزلها بالكنيسة الكاثوليكية: "بمجرد أن تبدأ في التحدث، فأنت في قلب الكنيسة"، وأضافت: "أريد أن أنقل عدوى /لماذا أنا لا؟/ لجميع النساء اللواتي لا يجرؤن" على خوض غمار هذه التجربة. *د.ب.أ