أطلق النظام المغربي وبعفو ملكي سراح ثلة من المعتقلين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ، أبرزهم ثلاثة شيوخ كانوا قد حكم عليهم بمدد طويلة ومتباينة ضمن ما يسمونه إعلاميا بملف السلفية الجهادية وأسميه شخصيا بأكبر ملف مظلم في تاريخ حقوق الإنسان بالمغرب . إطلاق سراح الشيخ عمر الحدوشي و الداعية الجليل الشاب حسن الكتاني ورفيقهما في المحن والمنح أبا حفص محمد رفيقي اعتبره البعض خطوة هامة في سبيل إرساء لبنات الانتقال الديموقراطي بهذا البلد ، ومبادرة جريئة قد تساهم في طي سجلات ملف زعزع صورة المغرب في الداخل والخارج وأساء إليه منذ 16 ماي 2003 . وبعيدا عن ” خالف تعرف ” لست أدري لماذا أظن أن إطلاق سراح الشيوخ الثلاثة تم في هذا الوقت الحساس لتحقيق غاية في نفس النظام المغربي ، بصراحة وبلا لف ولا دوران أرى من وجهة نظر شخصية أن النظام المغربي لم يطلق سراح هؤلاء حبا فيهم ولا في عيون وزير عدله وحرياته المحامي مصطفى الرميد ، و إطلاق سراحهم ليس عنوانا جديدا لمرحلة قادمة ستكون الحرية أساسها والعدالة التامة نبراسها والكرامة ذروة السنام فيها كما يردد البعض مع احترامي الشديد وتقديري لأصحاب هذا التردد والترديد . النظام المغربي على ما أظن أطلق سراح الشيوخ الثلاثة ظنا منه والله أعلم أنهم الأجدر والأنفع للقيام بما قام ويقوم به الشيخ الفزازي بارك الله فيه منذ إطلاق سراحه في أبريل الماضي من مواجهات ” حامية ” مع ” الفبرايريين ” ومع كل من يتوجه لهذا النظام بسهام النقد والتشكيك في امتلاكه القدرة اللازمة والإرادة الفعالة والكافية للقيام بتغييرات جذرية حقيقية تبتعد عن فنون الترقيع وسياسة التجميل . النظام يظن والله أعلم دائما أن من اكتوى بنيران السجن ظلما وعدوانا وتم إطلاق سراحه بعفو ملكي سيكبل العفو تحركاته ويلجم لسانه عن الحق ومن ثم يستخدم من حيث يريد أو لا يريد لخدمة أهدافه ومشاريعه من باب رد الجميل ، لذلك فهو يراهن على السلفية من جديد للوقوف كحصن قوي منيع ضد كل ما من شأنه خلق تهديد مباشر أو غير مباشر لوجوده في الحاضر والمستقبل ، وهو وإن كان يفكك في كل شهر ” خلية إرهابية ” فإنه حتما سيطلق عما قريب سراح من تبقى من ” السلفيين” المعتقلين وبعفو ملكي ليمن عليهم إخراجهم من زنازن الشقاء والحرمان وليعيد توظيفهم بعد المن عبر الحرية ” المتحكم فيها عن بعد ” في النيابة عنه في مواجهة خصومه من المعارضين كما قلنا سلفا ، وفي ” تبريد ” أجواء بدأت حرارتها ترتفع تدريجيا مع مجيء ما يسمى بالربيع العربي وزلزلته لأنظمة تشبه نظامنا في كل ما يمت للاستبداد والمعيشة بصلة ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أظن أن النظام المغربي أطلق سراح هؤلاء وسيطلق سراح من تبقى ليصنع لنفسه قناعا جديدا يكون ظاهره يوحي أنه نظام قطع مع المسلسل الأسود لانتهاكات حقوق الإنسان وطوى صفحة الماضي ، ويكون باطنه ما ذكرنا سلفا وما نعيشه من واقع يحبل بوقائع تؤكد أنه لا حكومة بنكيران ولا العدل والإحسان ولا العشرون من فبراير ولا غيرهم من مكونات هذا الشعب بقادرين على أن يغيروا شيئا بهذا الوطن ما دام النظام برمته ورمانته يأبى التغير ويرفض التغيير ويحارب كل من يركب أمواج التغيير بهذا البلد . وما تحقيق المساواة بين تازة وغزة إلا مثال يغني عن الكثير من الشرح والتفسير ... ويزكي بطريقة أو بأخرى ما ذهب إليه ظني الذي ” لا يغني من الحق شيئا ” . .................................. تهنئة : مبروك وألف ألف مبروك مرة أخرى لمن نال حريته بهذا العفو بعد سنوات من القيد والأسر ، وعقبى للبقية الباقية من المظلومين في سجون الداخل إليها مفقود والخارج منها ” معقد ” ... ولا أفجعنا الله بهذا البلد ولا في هذا البلد . http://www.goulha.com