بعد أن تأكّد أن مواضيع الامتحانات الإشهادية للسنة الدراسية الحالية ستقتصر على الدروس المقروءة، أي التي توقفت عندها الدراسة يوم 16 مارس الماضي، يتساءل بعض المتتبعين للشأن التربوي ما إذا كان الرصيد الذي راكمه التلاميذ كافيا لمواصلة الدراسة بشكل سلس في الأقسام الموالية. وكان عدد من الأساتذة يعتزمون العودة إلى النقطة التي توقفت عندها الدروس عقب تعليق الدراسة، لعدم كفاية ما يتلقاه التلاميذ عن طريق آلية التعليم عن بعد، لكنّ استمرار الحجر الصحي أنهى السنة الدراسية قبل الأوان، وبالتالي تقرر امتحان التلاميذ فقط في الدروس التي حضروها، دون بقيّة مواضيع المقرر الدراسي. وعلى الرغم من أن التلاميذ لم يُتمّوا المقرر الدراسي، فإن هذا لن يؤثر على مسارهم الدراسي، ولن يشكّل عقبة أمام الناجحين منهم بعد انتقالهم إلى المستويات الدراسية الموالية، لأنهم سيستفيدون من مراجعةٍ لِما فاتهم قبل بدء الموسم الدراسي المقبل، حسب نور الدين عكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ. وأوضح عكوري في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الدراسة لن تبدأ عمليا إلا في شهر أكتوبر، وأنه سيكون بوُسع التلاميذ أن يستفيدوا، خلال شهر شتنبر، من دروس لاستدراك ما نقُص من المقرر الدراسي برسم السنة الدراسية الحالية، معتبرا أن هذا الأمر لن يطرح إشكالا. وحظي قرار وزارة التربية الوطنية امتحان التلاميذ في الدروس المقروءة، أي التي حضروها فقط قبل توقف الدراسة، بترحيب من الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، التي سبق أن ضمّت هذا المطلب في مذكرة رفعتها إلى الوزارة، حيث اعتبر عكوري أن هذا الإجراء مُنصف لجميع التلاميذ. وأردف المتحدث أن الامتحان في الدروس المقروءة يكرّس مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، بعدما تبيّن أن الدروس عن بعد لم يستفد منها جميعهم على قدم المساواة، خاصة أبناء الأسر المنتمية إلى الطبقات الاجتماعية الهشة، إما بسبب الافتقار إلى الوسائل التقنية، أو عدم الارتباط بالأنترنت، أو غياب الكهرباء. من جهة ثانية، قال نور الدين عكوري إن ظروف إجراء الامتحانات المقرر أن تبدأ في الأسبوع الأول من شهر يوليوز المقبل ينبغي أن تتوفر فيها أقصى درجة حماية التلاميذ من الإصابة بفيروس كورونا، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى تنسيق جهودها في هذا الجانب مع وزارة الصحة. وأضاف أنه لا بد من توفير وسائل للنقل بالنسبة للتلاميذ القاطنين في العالم القروي الذين كانوا يستفيدون من منحة الداخليات، وأن يتم تعقيم هذه الأخيرة وضمان إجراءات السلامة الصحية داخلها، من مسافة الأمان وتوفير أدوات التنظيف والتعقيم، ومراقبة الطعام الذي سيقدم إليهم، مضيفا أنه حتى لو قُضي على فيروس كورونا قبل إجراء الامتحانات، ينبغي أن تستمر الإجراءات الاحترازية للوقاية منه.