في الوقت الذي لم يتضح فيه بعد مصير امتحانات نهاية السنة الدراسية الجارية، أعلنت وزارة التربية الوطنية أنها ستشرع في توزيع كراسات للدعم التربوي والتعلم الذاتي على التلاميذ القاطنين في المناطق النائية، خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري. ويصل عدد التلاميذ الذين سيستفيدون من كراسات الدعم التربوي والتعلم الذاتي التي تعتزم الوزارة توزيعها مجانا إلى مليون تلميذ، يتابعون دراستهم بالمستويات الست في سلك التعليم الابتدائي بالمناطق النائية بالمجال القروي والمناطق ذات الخصاص بجميع أنحاء المغرب. مبادرة وزارة التربية الوطنية تأتي بعد التنبيهات الكثيرة التي وجهها كثير من الفاعلين المشتغلين في حقل التربية، بشأن ضعف، وأحيانا عدم استفادة تلاميذ العالم القروي من التعليم عن بُعد، نظرا لافتقارهم إلى الوسائل اللوجستية الكفيلة بذلك، من تجهيزات إلكترونية وارتباط بشبكة الأنترنت... وبالرغم من أن توزيع كراسات للدعم التربوي والتعليم الذاتي تبقى مبادرة حسنة، فإنها ستطرح إشكالين، حسب نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أولهما يتعلق بطريقة توزيعها، وثانيهما يتعلق بمدى قدرة التلاميذ على الاستفادة من مضمونها، في ظل غياب التأطير التربوي. وأوضح عكوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التلميذ في طور التعليم الابتدائي يحتاج إلى مواكبة من الأستاذ، ليفهم الدروس التي يتلقاها، باعتبار أن الأستاذ مكوّن ولديه المهارات التي تجعله يُوصل مضمون الدروس إلى التلاميذ الصغار بطريقة سلسة، ما يجعلهم قادرين على إنجاز تمارينهم. وبالرغم من أن كثيرا من الآباء والأمهات يلعبون دور المواكب لأبنائهم وبناتهم، حاليا، في ظل توقف الدراسة الحضورية، فإن فئة واسعة من التلاميذ المنتمين إلى الأسر الهشة لن يجدوا من يساعدهم حتى على فهم محتوى كراسات الدعم التي ستوزعها الوزارة؛ لأن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون المؤهلات الضرورية للقيام بهذه العملية، خاصة أن نسبة الأمية ما زالت منتشرة في صفوفهم، حسب نور الدين عكوري. الإشكال الثاني الذي سيطرحه توزيع كراسات الدعم التربوي والتعلم الذاتي، حسب رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلاميذ، يتعلق بكيفية توزيعها، قائلا: "نحن في ظرفية استثنائية، ويجب أن تكون هذه العملية مؤطرة من طرف وزارة الصحة أيضا، حتى لا تنتقل عبرها عدوى الفيروس". وزارة التربية الوطنية أكدت أن عملية توزيع كراسات الدعم التي ستتولاها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بالتنسيق مع السلطات المحلية، ستتم "في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية من تفشي جائحة كورونا المستجد، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة المشرفين على عملية التوزيع والمستفيدين منها"، دون أن توضح ما إن كانت الكراسات ستوزع على البيوت، أم سيحدّد مكان معين لسحبها من طرف المستفيدين. من جهت ثانية، قال رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلاميذ إن مسألة إجراء الامتحانات ستطرح إشكالا، في حال لم يتم رفع الحجر الصحي يوم 20 ماي الجاري، كما هو مقرر إلى حد الآن؛ لأن تأجيلها إلى أواسط فصل الصيف سيصعّب على التلاميذ إجراءها، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها درجة الحرارة بشدّة. وأضاف عكور أن الفيدرالية تنتظر ما إن كانت الحكومة سترفع الحجر الصحي في التاريخ المحدد أم لا، وإذا لم يحصل ذلك، فإنها سترفع مذكرة جديدة إلى وزارة التربية الوطنية، تبسط فيها رؤيتها لإجراء الامتحانات الإشهادية، مرجحا أن تطالب بتأجيلها إلى بداية شهر شتنبر المقبل.