كشف بحث للمندوبية السامية للتخطيط أن أسرة واحدة من أصل خمس أسر مغربية لا يتابع أطفالها المتمدرسون الدروس عن بعد، ما يعني أن الأطفال المتمدرسين ل 18 بالمائة من الأسر توقفوا عن متابعة الدروس يوم توقفت الدراسة الحضورية بسبب تداعيات جائحة كورونا، النسبة الأكبر بالعالم القروي ب29 بالمائة، مقابل 13 بالمائة بالوسط الحضري. البحث الذي أجري حول تأثير جائحة كورونا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر، تحدث عن صعوبة متابعة الدروس بسبب نقص أو عدم كفاية قنوات الولوج، مشيرا إلى أنه بالنسبة للأسلاك الثلاثة الأولى من التعليم العام، فإن سبع أسر من بين عشر أسر راضية بشكل متوسط أو غير راضية على الإطلاق عن القناة المستخدمة لمتابعة الدروس عن بعد. وتبلغ النسبة 59 بالمئة فيما يخص سلك التعليم العالي. وأبرزت المندوبية أن غياب التفاعل مع أعضاء هيئة التدريس يشكل السبب الرئيسي لعدم رضا 39 بالمائة من الأسر التي لديها أطفال في الابتدائي، و35 بالمائة بالنسبة للإعدادي، و43 بالمائة للثانوي، و29 بالمائة للتعليم العالي. فيما يحتل غياب أو نقص الوسائط الرقمية اللازمة المرتبة الثانية بنسبة 23 بالمائة في السلك الابتدائي، و28 بالمائة في الإعدادي، و24 بالمائة في الثانوي، و16 بالمائة في التعليم العالي. وتحدثت الوثيقة عن كون نسب الأطفال الذين لا يتابعون التعلم عن بعد تختلف باختلاف المستويات، مشيرة إلى أن النسبة تصل إلى 21 بالمائة من الأسر التي لها أطفال متمدرسون في المستوى الابتدائي، و33 بالمائة في الوسط القروي، مقابل 14 بالمائة في الوسط الحضري، و24 بالمائة بالقطاع العمومي، مقابل 4 بالمائة بالقطاع الخاص. كما تبلغ 24 بالمائة في صفوف الأطفال المنحدرين من الأسر الفقيرة. وفي المستوى الإعدادي، تصل النسبة إلى 17 بالمائة، وترتفع إلى 27 بالمائة في الوسط القروي، مقابل 12 بالمائة في الوسط الحضري. وتبلغ في المستوى الثانوي على التوالي 10 بالمئة، 21 بالمائة، و7 بالمائة. وأورد البحث أن المتابعة المنتظمة للدروس عن بعد تعتبر أكثر انتشارا بين الأطفال المتمدرسين في التعليم الابتدائي والإعدادي بالقطاع الخاص، بنسب تبلغ على التوالي 81 بالمائة و84 بالمائة، مقابل 42 بالمائة و48 بالمائة في القطاع العمومي. أما فيما يهم وسائل الدراسة عن بعد، فأشار البحث إلى أنه بالنسبة ل 48 بالمائة من الأسر، يتابع الأطفال المتمدرسون في المستوى الابتدائي الدروس عن بعد بانتظام باستخدام مختلف المنصات الرقمية التي تم إنشاؤها. وتبلغ هذه النسبة 51 بالمائة في المستوى الإعدادي، و69 بالمائة في الثانوي، و56 بالمائة في التعليم العالي. وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي هي القنوات الأكثر استخداما لمتابعة الدروس عن بعد بنسبة تصل إلى 40 بالمائة في المستوى الابتدائي، و44 بالمائة في الإعدادي، و46 بالمائة في الثانوي. وبحسب المندوبية، فهذه القنوات أكثر استخداما في التعليم الخاص بنسب تبلغ على التوالي 65 بالمائة، و61 بالمائة، و48 بالمائة. وتأتي القنوات التلفزية الوطنية في المرتبة الثانية بنسبة 39 بالمائة للمستوى الابتدائي، و29 بالمائة للإعدادي. وفي الوسط القروي تبلغ هذه النسبة 63 بالمائة و44 بالمائة على التوالي. وبحسب الوثيقة ذاتها، يشكل غياب أو عدم توفر قنوات الولوج السبب الرئيسي لعدم متابعة الدروس عن بعد أو لعدم انتظامها بالنسبة لأكثر من نصف الأسر (51 بالمائة) التي لديها أطفال متمدرسون في المستوى الابتدائي، و48 بالمائة في الإعدادي. "وهذا السبب أوردته على الخصوص الأسر المقيمة بالوسط القروي (55 بالمائة بالنسبة للابتدائي و54 بالمائة بالنسبة للإعدادي) والأسر المنتمية للطبقة الفقيرة بنسب تبلغ على التوالي 60 بالمائة و53 بالمائة"، يقول البحث. ووفق الوثيقة نفسها، صرحت 41 بالمائة من الأسر التي لديها أطفال متمدرسون في السلك الثانوي و29 بالمائة في التعليم العالي بأن الصعوبة الرئيسية في متابعة الدروس تكمن في عدم كفاية قنوات الوصول إليها، ويعد عدم الاهتمام أيضا أحد الأسباب المثارة من طرف 13 بالمائة من الأسر التي لديها أبناء في المستوى الابتدائي، و11 بالمائة في الإعدادي، و16 بالمائة في الثانوي. يذكر أنه على الصعيد الوطني، 36 بالمائة من الأسر لديها أبناء يتابعون دراستهم في المستوى الابتدائي، و20 بالمائة في الإعدادي، و12 بالمائة في الثانوي، و8 بالمائة في التعليم العالي. وقد وجد هؤلاء أنفسهم مضطرين للتكيف مع متطلبات التعليم عن بعد.