لم تكن عائلة الشاب أحمد غريب، القاطنة بحي الألفة بمقاطعة الحي الحسني في العاصمة الاقتصادية، تعتقد أن ابنها الباحث عن تغيير حياته وحياة أسرته، قد يعود إليها جثة هامدة، أو ستنقطع أخباره عنهم منذ رحيله صوب الديار الأوروبية. وبينما تعيش العائلات المغربية وضعا استثنائيا مع حالة الطوارئ الصحية في ظل انتشار جائحة كورونا، فإن عائلة الشاب تعيش وسط حزن وحسرة، تنضاف إلى الوضع الاجتماعي الهش، تنتظر تدخلا ملكيا وحكوميا لإعادة جثة الشاب من إحدى دول أوروبا الشرقية. وتحكي الأسرة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ابنها البالغ من العمر 28 سنة، غادر منذ أشهر صوب تركيا، وكله أمل في بلوغ الديار الإيطالية عبر "الحريك"، من أجل الحصول على عمل لتحسين وضعيته ووضعية أسرته التي تعيش التهميش والفقر. وحسب والدي الشاب، فإن الأخبار لم تنقطع طوال هذه المدة، إذ ظلا على تواصل معه وهو في تركيا، قبل أن يخطط رفقة شباب آخرين للهجرة عبر الحدود إلى بعض الدول للوصول إلى إيطاليا. وتورد أسرة الشاب الحاصل على دبلوم من التكوين المهني، أنه خلال محاولته تجاوز الحدود، وجد نفسه مضطرا إلى قطع حاجز بدولة البوسنة والهرسك، ما تسبب في وفاته بعد إصابته بأسلاك شائكة. وتلقت الأسرة، الخميس، اتصالا من البلاد التي توفي فيها الشاب، إذ تم إخبارهم عن طريق صديق له، بكون ابنهم لقي مصرعه وهو يحاول تجاوز الحدود البوسنية الكراوتية في اتجاه إيطاليا. ولا تطالب الأسرة المعوزة التي يشتغل ربها حارسا ليليا بالمنطقة، سوى بتدخل من الملك محمد السادس من أجل إعادة جثة ابنها، حتى تتمكن من زيارة قبره بعدما حرمت منه ومن مساعدته لها في تحسين ظروف عيشها. والتمست الأسرة المذكورة من السلطات الحكومية، ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية، عبر سفارة البلد، بمساعدتها على جلب جثة ابنها لدفنها بالقرب منها، لتخفيف المعاناة التي تمر منها. وناشدت فعاليات جمعوية بمقاطعة الحي الحسني في الدارالبيضاء، السلطات الحكومية بتقديم المساعدة في هذه القضية ومساعدة الأسرة التي تمر من ظروف اجتماعية صعبة، والتدخل لدى سفارة المملكة في البلد الذي تتواجد فيه الجثة لإعادتها ودفنها في الحي الحسني.