تعدد خيارات مواصلة التعلم بعد مرحلة الباكالوريا يصطدم بالوضعية الاستثنائية التي تعيشها المنظومة التعليمية في السياق الحالي؛ فأمام غياب التواصل الحضوري مع الموجهين، يبقى المتعلمون في حيرة في ظل غياب المعلومات الدقيقة. ويعيش التلاميذ وضعا استثنائيا هذه السنة بسبب إجراءات التعليم عن بعد التي اتخذتها الوزارة في إطار تدابير الحماية من جائحة كورونا، فضلا عن تأجيل الامتحانات، ما خلق اضطرابا كبيرا على مستوى التفاعل مع عمليات التوجيه في ظل الوضع المبهم الذي عاشته المنظومة. ويبقى رهان الآباء وأولياء الأمور على استدراك الأمر من خلال مواقع متخصصة، ومقاطع يبثها طلبة المعاهد والمؤسسات على وسائل التواصل الاجتماعي، تتكفل بإعطاء صورة عن الآفاق المستقبلية بعدد من مؤسسات التعليم العالي. نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، قال إن التوجيه المدرسي، كما التلقين، انتقل نحو عملية "عن بعد"، موردا أن الأساسي الآن هو ضمان السلامة الصحية للتلاميذ والأطر التربوية في ظل الجائحة. وأضاف عكوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التوجيه عن بعد في السياق الحالي يتعامل معه الآباء بمنطق "رب ضرة نافعة"، حيث من المهم أن ينخرط أولياء التلاميذ في مسلسل الرقمنة من أجل تتبع دقيق لمسارات واختيارات الأبناء. وأوضح الفاعل التربوي أن أكبر مشكل يواجه عمليتي التعليم والتوجيه عن بعد هو عدم شمولهما لجميع التلاميذ، خصوصا في المناطق القروية والمناطق التي تعاني الهشاشة بالوسط الحضري، حيث جل القاطنين بها لا يتوفرون على حواسيب وهواتف ذكية. وأشار عكوري إلى أن الوزارة تعوزها الموارد الرقمية الكافية لتدبير الأمر، لكن لحسن الحظ يتم التوجيه عبر مرحلتين، الأولى قبل الباكالوريا والثانية خلال شهر شتنبر، وبالتالي لن يتضرر التلاميذ كثيرا.