في عزّ حالة الطّوارئ التي تعيشها البلاد في إطار تدابير تطويق انتشار فيروس كورونا، خرجت ساكنة دوار "إينعمر" بجماعة إعزانن إقليم النّاظور، للاحتجاج ضدّ ما سمّوها "تجاوزات بعض شاحنات نقل الرّمال، التي لا تحترم المعايير المتّفق عليها فيما يتعلّق بالحمولة التي تصل أحيانًا إلى 60 طنًّا، إضافة إلى عدد مرّات مرور الشّاحنات ذهابا وإيّابا، التي تبلغ حوالي 50 مرّة في اليوم". المحتّجون اعتبروا أن الشّاحنات الكبيرة التي تسلك الطّريق الآهلة بالسّكان بشكل مستمرّ وبمعدّل شاحنة في ظرف حوالي 10 دقائق في أوقات الصّباح والمساء، تسبّبت في إتلاف الطّريق التي تمّ إنشاؤها حديثًا من قِبل وزارة التّجهيز والنّقل، إضافة إلى إحداث تشقّقات في منازل المتضرّرين، رغم أنّ علامة التّشوير الموجودة في بداية الطّريق تؤكّد أنه لا يُسمح إلا بمرور الشاحنات الصغيرة التي لا تتجاوز حمولتها 10 طن. ووجّه المتضرّرون، الذين هدّدوا بالتّصعيد في حالة عدم الإصغاء إلى مطالبهم، شكايةً إلى عامل إقليم النّاظور ووزير التّجهيز والنّقل واللوجستيك والماء، جاء فيها أن الطّريق المُتحدّث عنها "أصبحت عرضة للتّلف، بسبب استعمالها بصفة يومية ومسترسلة من قِبل بعض الشاحنات الكبيرة المحمّلة بأطنان من الرّمال المقدّرة ب60 طنًّا". وأضافت الشّكاية، التي تتوفّر هسبريس على نسخةٍ منها، "أنّ الحمولة المسموح بها فوق هذه الطريق لا ينبغي أن تتعدّى 10 أطنان بقرار من وزارة التجهيز والنّقل، ما أدى إلى إتلافها في وقت وجيز وبشكل تدريجي، إضافة إلى ما يسبّبه مرور هذه الشّاحنات من إزعاج مستمرّ للسّاكنة وأضرار بالغة لمنازلها". وقال كريم دحمان، أحدُ المتضرّرين، "إنّ الساكنة القاطنة على مستوى هذه الطّريق، ومن بينهم أفرادٌ من الجالية المقيمونَ بالخارج، يعيشون معاناة حقيقية بمرور هذه الشّاحنات الضّخمة التي تنقل كميّات تصل إلى 60 طنًّا من مقالع الرّمال الموجودة بالجماعة، دونما اكتراث لما يترتّب عن ذلك من إتلاف الطّريق وإزعاج الساكنة، خاصّة وأنّ أنشطتها تبدأ في أوقات باكرة من كلّ صباح". وأشار المتحدّث إلى "أن المسؤولين عن ذلك قاموا بترقيع الطّريق التي أتلفوها، اعترافًا منهم بما تسبّبوا به من ضرر، في محاولات غير مجدية لإسكات صوت السّاكنة المحتجّة، ليستمرّوا في نشاطهم الخارج عن قانون وزارة التجهيز والنقل"، مشددًا على أنّ المتضرّرين سيخوضون أشكالًا احتجاجية أكثر تصعيدًا في حال ما إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم. جدير بالذكر أنّ المحتجّين قاموا بإيقاف عدد من الشّاحنات لمدّة طويلة، مطالبين بحضور أربابها وكافّة المسؤولين عن نقل الرّمال من أجّل التّفاوض في الأمر، في الوقت الذي حضر فيه قائد جماعة إعزانن مصحوبًا بالدّرك الملكي، ووعد بإيجاد حلّ للموضوع يريح جميع المتضرّرين.