تدعيماً للجهود الحكومية في احتواء "أزمة كورونا"، قامت مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، برعاية المجموعة السكرية المغربية "كوسومار"، بابتكار جهاز طبي للتنفس الاصطناعي متعدد الوظائف، قصد إمداد الأطر الصحية التي توجد في الصفوف الأمامية لوقف زحف الوباء بجهاز ذكي من شأنه أن يُسهّل مأمورية العناية بالمرضى. تبعا لذلك، أُعلن عن النموذج الأولي، صباح الجمعة بالدارالبيضاء، حيث أُنجز جهاز التنفس الاصطناعي مغربي الصنع مائة في المائة بشراكة مع لجنة طبية؛ تتشكل من فريق من جامعة محمد السادس لعلوم الصحة وطبيب عسكري من المصلحة الطبية للقوات المسلحة الملكية المغربية، إذ سيُخصّص لمختلف المراكز الطبية التي تستقبل الأشخاص الذين يعانون من صعوبات تنفسية. وجرى إيداع براءة اختراع جهاز التنفس الاصطناعي على مستوى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية؛ فبمجرد الانتهاء من إنجاز الإجراءات اللازمة للحصول على شهادة المطابقة من لدن السلطات المختصة، ستتولى شركة مغربية إنتاج الجهاز وتسويقه. وفي هذا الصدد، قال منير حسن، مدير عام منتدب بمجموعة "كوسومار"، إن "الأمر يتعلق بجهاز تنفسي ذكي، وهو مشروع مهم للغاية في هذه الظروف الحرجة ذات الصلة بتفشي فيروس كوفيد-19"، وزاد: "جاءت الفكرة في سياق مساهمة المغاربة كل حسب استطاعته في محاربة الوباء". وأضاف حسن، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مجموعة كوسومار، التي توجد في جميع الجهات، إلى جانب سمعتها في المملكة، أرادت أيضا المساهمة بطريقة ذكية في احتواء الوباء، من خلال ابتكار جهاز تنفسي اصطناعي بشراكة مع المؤسسة، لاسيما في ظل الخصاص الكائن بشأنه". وأوضح المسؤول عينه أن "دراسة وابتكار وهندسة الجهاز الذكي جاء من لدن مجموعة كوسومار، بمعية المؤسسة، حيث خصصت دعما ماليا قويا لإخراج المشروع إلى حيز الوجود"، مشيرا إلى أنه "سيتم الانتقال إلى التصنيع في الأسابيع المقبلة من قبل شركة سنختارها، حتى يكون في جميع مستشفيات المملكة". بدوره، لفت هشام مدرومي، الرئيس المنتدب لمؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، إلى أن الجهاز الذكي "تم اختراعه من بشراكة مع مجموعة كوسومار وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، ويتعلق الأمر بجهاز للتنفس الاصطناعي، يمكنه الاشتغال عن بعد". وتابع المتحدث، في تصريح للجريدة الإلكترونية، مستطرداً: "يتمتع الجهاز باستقلالية ذاتية في التشغيل، حيث يُمكن للطبيب أن يتحكم فيه عن بعد، من خلال تغيير جميع الإعدادات بطريقة أوتوماتيكية"، مستدركا: "يوجد المشروع قيد التجارب الإكلينيكية، ونتمنى أن ننتهي من تصنيعه في أقرب وقت حتى يصبح متاحاً للاستعمال". من جانبه، أبرز البروفيسور خالد اليماني، اختصاصي في التخدير والإنعاش والمستعجلات، أن "تصنيع آلة التنفس الاصطناعي بدأت منذ مدة؛ لكن سرّعنا من وتيرة العمل خلال انتشار جائحة كورونا، حيث بدأنا العمل في المختبر بخصوص شكلها وطبيعتها". وأكد البروفيسور أن طاقم العمل "يشتغل حاليا على إجراء العديد من التجارب على الجهاز في جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وهي تجارب أساسا موجهة إلى الحيوانات، في انتظار استعمالها على الإنسان، بغرض تصنيع جهاز ذكي للتنفس الاصطناعي يستخدم في الإنعاش"". وأورد اليماني، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "توجد نسخ أخرى يمكن استعمالها في تنقّل المرضى، أو استخدامها بالمنازل من لدن ذوي الأمراض المزمنة"، موضحا أن "الآلة تعمل بشكل ذاتي؛ أي عبر بطاريات الشحن، ويمكن استعمالها في جميع الأماكن". "تكون الآلة مرتبطة مع الطبيب المُعالج بواسطة الأنترنيت، حيث يمكنه مراقبة حالة المريض في أي وقت وتغيير معطيات التنفس"، بتعبير الإطار الطبي، الذي مضى قائلا: "هو مجرد نموذج أولي سنقوم بتطويره مستقبلاً، حتى يوظف أيضا في التخدير وتطوير طرق التنفس التي تندرج ضمن البحث العلمي".