ما زال حماس حشد الجهود لدفع الحكومة إلى الاستجابة لمطلب إعادة فتح مستشفى الأمراض الصدرية والتنفسية بقرية بن صميم، نواحي مدينة أزرو، المغلق منذ حوالي نصف قرن، متّقدا؛ إذ يقود أطر ونشطاء مغاربة حملة ترافعية لتحقيق هذا المطلب الذي برز بقوة منذ وصول جائحة "كورونا" إلى المغرب. وانطلقت أولى المبادرات من صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت شعار "معا من أجل تأهيل المستشفى المَعلمة بن صميم"، وسرعان ما استقطبت الصفحة أزيد من أربعة آلاف عضو إلى حدود الآن، وانبثقت منها عريضة مفتوحة للتوقيع على شبكة الأنترنت، يعتزم طارحوها توجيهها إلى رئيس الحكومة وإلى مسؤولين حكوميين آخرين. يقول محمد السعودي، منتج تلفزيوني صاحب مبادرة إنشاء صفحة "معا من أجل تأهيل المستشفى المعلمة بن صميم"، إن الهدف الأسمى من إنشاء هذه الصفحة، ومن توقيع العريضة المزمع توجيهها إلى رئيس الحكومة، "هو أن نلفت انتباه المسؤولين إلى هذه المعلمة الاستشفائية بعد تزايد الأصوات المطالبة بإعادة فتحها". وأصبح المهتمون بإعادة فتح مستشفى بنصميم، الذي تعرضت محتوياته لتخريب شبْه كامل، يتوجّسون من اندثار هذا المستشفى الذي بني سنة 1946، وكان حينها أكبر مستشفى في القارة الإفريقية، بعد أن نُشرت مقالات صحافية تفيد بأن السلطات فوّتته إلى مستثمرين لتحويله إلى فندق فخم. ويلقى هذا التوجه رفضا قاطعا من طرف أعضاء صفحة "معا من أجل تأهيل المستشفى المعلمة بن صميم"، ويؤكدون أن المغرب بحاجة إلى هذه المنشأة الصحية، سواء تمّ الاحتفاظ بها كمستشفى لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية، أو تحويلها إلى مختبر طبي، خاصة وأنها تقع في موقع استراتيجي فريد من نوعه. المساعي المبذولة من طرف فعاليات المجتمع المدني بهدف حث الحكومة على إعادة فتح مستشفى بنصميم جعلت بعض الأطراف السياسية تحاول استغلال هذا الموضوع؛ إذ بادر سياسيون ينتمون إلى حزب سياسي معارض إلى إنشاء عريضة على شبكة الأنترنت تحمل بدورها مطلب إعادة فتح مستشفى بنصميم. في هذا الإطار، قال محمد السعودي إن مطلب إعادة فتح مستشفى بنصميم ينبغي أن يكون في منأى من أي استغلال سياسي، "فنحن مواطنون وفاعلون مدنيون نشتغل بعيدا عن أي إطار حزبي، ولا نهدف من هذه المبادرة سوى إلى أن تصل رسالة المغاربة الذين يريدون فتح هذا المستشفى إلى المسؤولين، أي إننا مرتبطون بزمان ومكان معيّنين، وعندما نُوصل هذه الرسالة سينتهي دورنا". ويطمح القائمون على صفحة "مع من أجل تأهيل المستشفى المعلمة بن صميم" إلى بلوغ 5000 توقيع على العريضة التي يقترب عدد الموقعين عليها إلى حدود الآن من ثلاثة آلاف شخص، وهي عريضة موجهة إلى كل من رئيس الحكومة، ووزير الداخلية، ووزير الاقتصاد والمالية، ووزير الصحة، وباقي المسؤولين المغاربة. وأفاد محمد السعودي بأن العريضة ستُرسل إلى رئيس الحكومة بعد استيفاء خمسة آلاف توقيع، مشفوعة بعدد من الوثائق المكتوبة والسمعية البصرية المتعلقة بمستشفى بن صميم، مشيرا إلى أن مطلب إعادة تأهيل هذا المستشفى أفضى إلى اكتشاف وجود مستشفيات مماثلة مغلقة في مدن أخرى، مثل ابن احمد، وتطوان، بل إن المبادرة وصل صداها إلى الجزائر، حيث ينادي فاعلون مدنيون جزائريون بإعادة فتح مستشفى قديم للأمراض الصدرية ببلدهم.