تستمر حملة الترافع التي يقودها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تأهيل وإعادة فتح مستشفى بنصميم للأمراض الصدرية والتنفسية، الواقع نواحي مدينة آزرو، الذي أغلق سنة 1973، وكان حينها مستشفى رائدا في القارة الإفريقية. وطرح نشطاء عريضة للتوقيع على الأنترنت موجهة إلى رئيس الحكومة، يحثونه فيها على إنقاذ مستشفى بنصميم. وبلغ عدد الموقعين على العريضة إلى حد الآن 423 شخصا، فيما يطمح طارحوها إلى بلوغ 500 توقيع، بعدما كان الهدف في البداية بلوغ 100 توقيع فقط. ويرى مطلقو عريضة إنقاذ مستشفى بنصميم أن المغرب في أمسّ الحاجة إلى البنية الاستشفائية لهذه المؤسسة الصحية الضخمة، في ظل انتشار جائحة "كوفيد-19"، معتبرين أن هذه الظرفية تعد مناسبة سانحة لإعادة السلطات النظر في سياساتها الصحية. وبني مستشفى بنصميم في أواسط أربعينات القرن الماضي من طرف المستعمر الفرنسي، وكان وقتها أكبر مستشفى في القارة الإفريقية يعالَج فيه المصابون بالأمراض الصدرية والتنفسية، وجرى اختيار المنطقة التي بني فيها لكون هوائها المشبّع بالأوكسيجين، بفضل كثافة الغطاء الغابوي المحيط به، يساعد على الشفاء. واستمر المستشفى الذي يتكون من ثمانية طوابق، بطاقة استيعابية قوامها 400 سرير، في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى المغاربة والأجانب الذين كانوا يفدون عليه من الخارج، وتسلّمته وزارة الصحة المغربية بعد الاستقلال، لكن ما لبث أن تم إغلاقه سنة 1973. ومع انتشار فيروس "كورونا" المستجد في المغرب، ازدادت الدعوات المطالبة بتأهيل وإعادة فتح مستشفى بنصميم، باعتبار أنه بني في الأصل لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية، كما أنه يوجد في منطقة معزولة وسط الجبال تساعد على تطبيق الحجر الصحي على المرضى. ولقيت هذه الدعوات صدى في البرلمان، حيث دعت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، شهر مارس الماضي، ضمن حزمة المقترحات التي قدمتها إلى الحكومة بخصوص تأهيل القطاع الصحي لمواجهة جائحة كورونا، إلى إصلاح وصيانة وتأهيل وتجهيز مستشفى بنصميم. ونبه الموقعون على العريضة الموجهة إلى رئيس الحكومة إلى أن مستشفى بنصميم ينبغي صيانته وإعادة تأهيله ليكون في خدمة قطاع الصحة العمومي، خاصة في الظرفية الراهنة، حيث تزداد الحاجة إلى إيجاد أسرّة داخل المستشفيات للمصابين بفيروس كورونا المستجد، معتبرين أنه سيكون قيمة مضافة للقطاع الصحي إذا تم تأهيله. من جهة ثانية، رفض الموقعون على العريضة تحويل مستشفى بنصميم المهجور إلى منتجع سياحي، حيث يروج أنه تم تفويته إلى مستثمرين في القطاع السياحي من أجل تحويله إلى فندق فاخر، مؤكدين أن الأوْلى هو الإبقاء على المستشفى نظرا للنقص الذي تعاني منه المنظومة الصحية على مستوى البنيات.