طالبت الحكومة المحلية في مليلية، المُشكّلة من أحزاب "التحالف من أجل مليلية" و"العمال الاشتراكي الإسباني" و"مواطنون"، الحكومة المركزية في مدريد بالتدخل لدى الرباط قصد فتح "ممر إنساني" لإجلاء المغاربة العالقين في الثغر المحتل، بسبب غلق المملكة المغربية لحدودها البحرية والجوية والبرية إثر تداعيات تفشي جائحة كورونا. ووفق ما أوردته وسائل الإعلام الإسبانية، فإن أزيد من 300 مواطن مغربي يعيشون ظروفاً مأساوية في مخيم مؤقت خصص لإيواء المغاربة العالقين في مدينة مليلية، لافتة إلى تدهور أوضاعهم المعيشية في فترة تهاطل الأمطار الغزيرة التي أغرقت المخيم، داعية إلى إجلائهم في أقرب وقت ممكن. ووصفت الأغلبية الحكومية في مليلية الأوضاع الحالية ب "غير الإنسانية"، مطالبة مدريد بالوساطة لدى الرباط قصد إعادة "المغاربة المُحاصرين" في الثغر المحتل إلى ديارهم، مؤكدة ضرورة فتح الحدود البرية بشكل مؤقت بغية إجلاء هذه المجموعة من المواطنين التي تعاني الأمرين؛ التداعيات الصحية المترتبة عن "كورونا" والمخلفات النفسية الناجمة عن بعدها عن أهاليها. وأشارت وكالة "أوروبا بريس" للأنباء إلى توجيه جمعية أصدقاء الشعب المغربي (إثران) بإسبانيا مراسلة إلى وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، آرانتشا غونزاليس لايا، تنادي عبرها بمد يد المساعدة لإعادة المغاربة العالقين في "المملكة الإيبيرية" إلى بلدهم الأصلي، بعدما أقدم المغرب على غلق حدوده البحرية والبرية والجوية إلى إشعار آخر بفعل تفشي الوباء. جدير بالذكر أن آلاف المغاربة مازالوا عالقين في بلدان الخارج، حيث يُواجهون ظروفاً صعبة في ظل إعلان العديد من دول المهجر حالة الطوارئ الصحية، الأمر الذي يؤزم أوضاعهم المعيشية رغم تدخل قنصليات المغرب الموزعة على تلك البلدان، ما جعلهم يناشدون الملك محمد السادس التدخل من أجل تسوية الوضع المعقد في أقرب وقت ممكن. وقررت المملكة المغربية تعليق جميع الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين من وإلى ترابها حتى إشعار آخر، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية، في إطار تتبع تطور وباء "فيروس كورونا" العالمي. يذكر أن جريدة هسبريس الإلكترونية تتوصل، يوميا، برسائل من قبل العديد من المغاربة العالقين في الخارج لنقل معاناتهم ومحنهم إلى المسؤولين المغاربة، لكن لا يوجد إلى حدود اليوم أي قرار رسمي لإعادتهم إلى أرض الوطن.