أرْبك تعليق المغرب للنقل البحري والبري والجوي من وإلى إسبانيا، سعيًا إلى تطويق فيروس "كوفيد-19"، حركة مئات المغاربة الذين أصبحوا عالقين في "المملكة الإيبيرية"، حيث خاضت الجالية المغربية في ثغر مليلية وقفة احتجاجية، السبت المنصرم، طالبت من خلالها بالسماح لها بولوج التراب الوطني. وأفادت الحكومة المحلية في مليلية بأن أزيد من 200 مواطن مغربي، على متن قرابة 60 سيارة، وجدوا أنفسهم عالقين بالتزامن مع إعلان سلطات الرباط قرارها القاضي بإغلاق معبري "بني أنصار" و"تاراخال". الوضع الاستثنائي على صعيد الحدود، تبعا لوسائل الإعلام في مدريد، دفع السلطات الإسبانية إلى فتح قنوات التفاوض مع شركات بحرية بغية إعادة المغاربة الوافدين على مليلية إلى المدن الإسبانية التي قدموا منها، موردة أنه تقرّر نقل أربعين سيارة عالقة إلى مدينة ألميريا وعشرين سيارة أخرى إلى مدينة ملقا. تبعا لذلك، تجمهر عشرات المغاربة في ساحة "بْلازا دي إسبانيا"، أمس السبت، احتجاجا على منعهم من دخول التراب الوطني دون إخبار مسبق، داعين السلطات المغربية إلى فتح المعبر الحدودي بصفة مؤقتة حتى يتم إجلاء الجالية من الجارة الإسبانية التي تحولت إلى بؤرة لفيروس "كورونا". وفي سياق متصل، أفادت السلطات المحلية في مدينة قادس الإسبانية بأن عشرات المغاربة القادمين من إيطاليا مازالوا عالقين في المدينة، بسبب توقيف المغرب لحركة النقل البحري من وإلى إسبانيا، ما أدى إلى إعادة السفن التي كانت تستعد للتوجه صوب المغرب إلى ميناء المدينة. وكشف رئيس بلدية الجزيرة الخضراء، وهي إحدى بلدات مقاطعة قادس، عن اتخاذ السلطات المعنية للإجراءات اللازمة بشأن المغاربة العالقين في المدينة، موردا أنه تم وضعهم تحت العناية الصحية تفاديا لاختلاطهم مع عموم المواطنين بالنظر إلى ارتفاع أعداد المصابين ب "كورونا" في المدن الأوروبية التي جاؤوا منها. جدير بالذكر أن إغلاق المغرب لحدوده البحرية والجوية مع العديد من البلدان التي تفشّى بها فيروس "كورونا" المستجد، في إطار حزمة الإجراءات الوطنية التي اتخذتها الحكومة، علّق تنقلات المسافرين المغاربة إلى المملكة، ما تسبب في ذعر الجالية المقيمة بالمهجر إثر تمدد الوباء داخل بلدان الإقامة.