مازال مئات السياح الأجانب عالقين في المملكة المغربية التي أغلقت حدودها الجوية والبحرية إلى إشعار آخر، بفعل تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، وضمنهم أزيد من مائة مواطن جنوب إفريقي ظلوا عالقين في بعض مدن المملكة بعد وقف الرحلات. وكانت رحلات السياح المنحدرين من جنوب إفريقيا مبرمجة للعودة إلى "بلاد مانديلا"، لكن إغلاق الحدود البحرية والجوية من طرف السلطات المغربية دفع هذه المجموعة إلى المكوث قسريا في المملكة، حتى ينجلي الوضع في مستقبل الأسابيع بعد انتهاء حالة "الطوارئ الصحية". جيمس دي ويت، مواطن جنوب إفريقي عالِق في مدينة الدارالبيضاء، قال: "المجموعة التي مازالت في المملكة تترقب تداعيات وباء كورونا، لكن ينبغي على الحكومة أن تنسق مع السلطات المغربية قصد إجلائنا في أقرب وقت ممكن". وأضاف السائح عينه، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي: "يوجد بيننا بعض كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و70 سنة، والبعض الآخر يعاني من أمراض مزمنة"، وزاد: "نواجه مشاكل في التواصل مع عموم المواطنين بسبب اللغة المعتمدة في البلاد". وأنشأ السياح العالقون مجموعة تواصلية في تطبيق "واتساب"، وفق ما كشفه المتحدث، بغية ضمان التنسيق في ما بينهم بخصوص مستجدات الوضع بالمملكة، وتتبّع تعليمات وزارة الشؤون الخارجية في جنوب إفريقيا، مطالبين بترحيل السياح العالقين إلى بلدهم الأم. ومازال مئات المواطنين الأجانب عالقين في المملكة، حيث تواصل الحكومة المغربية التنسيق مع حكومات العالم قصد إجلاء رعاياها، بعد إعلان السلطات المغربية إنفاذ حالة "الطوارئ الصحية" قصد احتواء ومحاصرة فيروس "كوفيد-19" الذي ينتشر في كافة بقاع العالم. وتمكّنت عشرات البلدان الأوروبية من إجلاء آلاف من مواطنيها من المملكة منذ تعليقها الرحلات الجوية والبحرية نتيجة تداعيات "أزمة كورونا"، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عبر رحلات جوية مخصصة لهذا الغرض. وقررت المملكة تعليق جميع الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين من وإلى ترابها، إلى إشعار آخر، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية؛ وذلك في إطار تتبع تطور وباء فيروس كورونا العالمي.