لفظ شاطئُ أركمان بإقليم الناظور، على امتداد الأيام الأخيرة من الأسبوع، عددا هائلا من كائنات "الشّراع الأرجواني" البحرية، في مشهد غير مألوف لدى ساكنة المنطقة، التي سارعت إلى معاينة الحادثة وتوثيق تفاصيلها. واحتلّت الآلاف من هذه الكائنات المتميّزة بلونها الأزرق الغامق ومظهرها الجميل، مساحات واسعة من رمال الشّاطئ تزامنًا مع التّساقطات المطرية التي عرفها الإقليم مؤخّرًا، ما ساعد على خروج "الشّراع الأرجواني" من البحر بقوّة الرّياح واضطراب مياه الشّاطئ. وقال سفيان غنّو، فاعل جمعوي مهتمّ بالبيئة وطالب باحث بسلك علوم وتكنولوجيا الملاحة عبر الأقمار الصّناعية: "يصنّف العلماء "الشّراع الأرجواني" ضمن فصيلة "الهيدروانيات" (جنس من القراصات) التي تجتمع على سطح مياه المحيطات الدّافئة وتعيش في حالة وسطٍ بين الماء والهواء. ولأنّها عديمة الحركة، تنتقل هذه الكائنات في البحر بفعل التيّار الهوائي الذي يدفع بها في الغالب جهة الشّاطئ بمساعدة زعنفته التي تشكّل ما يشبه شراعا". وتابع غنّو، وهو أحد ساكنة قرية أركمان الذي تتبّع الظّاهرة قائلا : "ليس خروج هذه الكائنات البحرية موسميا، بل إنّ تجمّعها على هذا النّحو لا يحدث إلّا لماما، ففي سنة 2014، غزت أعداد هائلة من هذه المخلوقات الشواطئ الأمريكية، وقبل حوالي عشرين سنةً، تمّت معاينة أعداد كبيرة منها على شواطئ بريطانيا وإيرلندا...". وأشار المتحدّث إلى أنّ الظّاهرة معروفة على مستوى المحيطات، مبرزًا أنّها المرّة الأولى، في الغالب، التي تعرف فيها شطآن البحر الأبيض المتوسّط خروج هذه الكائنات البحرية بالآلاف في مشهد غير مألوف يستوجب دراسات من قِبل المهتمّين بعالم البحار. وأورد غنّو أن المعروف عن هذه الكائنات أنّ أجسامها، التي يصل طولها إلى 10 سنتمترات، تلسع عند اللمس بإفراز مواد كيميائية سامة حتى وإن كانت ميتة، غير أنّ لسعتها ليست خطيرة على نحوٍ يسبب الأذى للإنسان، لكنّها في جميع الأحوال مؤلمة على نحو لسعات أنواع كثيرة من قناديل البحر، ومن الأفضل تجنّب لمسها. وصاحب خروج "الشّراع الأرجواني" على امتداد شاطئ قرية أركمان انبعاث روائح كريهة، وهي نتيجة طبيعية لتحلّل أجسام هذه الكائنات العضوية، وهي روائح ستزول مع مرور أيام قليلة. وعرفَ الظّاهرةَ نفسَها عددٌ من شطآن البحر الأبيض المتوسّط على امتداد شمال المغرب، مثل شواطئ السّعيدية وتماضت ومليلية المحتلّة ومرتيل...