في الوقت الذي تواجه فيه المملكة، عبر مختلف السلطات، تداعيات أزمة فيروس "كورونا" المستجد، فإن عددا من المنتخبين فضّلوا التواري عن الأنظار والاختفاء عن الساحة، تاركين الفاعلين المدنيين إلى جانب السلطات في غمرة التصدي لانتشار الوباء. واختفى منتخبو معظم الجماعات والمقاطعات عن ساحة المعركة مع فيروس "كورونا"، دون أن يظهر لهم أثر مفضلين القيام بالحجر الصحي في منازلهم، تاركين المواطنين بدون توعية وبدون تحسيس عن كيفية مواجهة هذا الفيروس، وكذا دون الوقوف بجانب المواطنين المتضررين. ووجد رجال السلطة، بمختلف العمالات والأقاليم بالمملكة، أنفسهم مضطرين إلى الاستعانة بجمعيات المجتمع المدني من أجل القيام بعمليات تحسيس المواطنين، وكذا الشروع في تعقيم العديد من الشوارع، في وقت غاب فيه المنتخبون عن الساحة وتواروا عن الأنظار. ولَم يقدم المنتخبون، في العديد من الجماعات، على المساهمة إلى جانب السلطات في توعية المواطنين، وخصوصا بالأحياء التي يمثلونها، ودفع الساكنة إلى الالتزام بالتعليمات الصحية الجاري بها العمل وتفعيل حالة الطوارئ المعلن عنها من لدن السلطات العمومية. ويعيب المواطنون والفاعلون الجمعويون على الفاعلين المنتخبين هذا السلوك، الذي يبرز أنهم يبحثون عن المناصب والمقاعد الانتخابية، فيما يغيبون عن المواطن في الأزمات التي يعرفها والظروف العصيبة التي يجتازها البلد. واستنكرت فعاليات جمعوية عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي الطريقة التي تعامل بها كثير من المنتخبين الذين غابوا عن الساحة في الجماعات، تاركين السلطات المحلية تواجه هذه الأزمة لوحدها، وتتحمل عبء التعقيم والتحسيس وإغلاق الأسواق الشعبية وغيرها. ومن شأن هذه اللامبالاة والاستهتار من طرف المنتخبين وغيابهم عن الساحة دون الوقوف بجانب المواطنين أن يعرض كثيرين منهم، خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ل"رد فعل عقابي"، إذ سيقدم السكان على مقاطعتهم وعدم منحهم أصواتهم طالما أنهم لم يقفوا بجانبهم في هذه الأزمة. وسطع على مواقع التواصل الاجتماعي نجم العديد من رجال ونساء السلطة، الذين يجوبون الشوارع والأحياء داعين المواطنين إلى لزوم منازلهم، وكذا من خلال وقوفهم وإشرافهم على عمليات التعقيم التي تتم لمواجهة فيروس "كورونا".