تعيش عائلات مغربية في الخارج على وقع الصدمة والحيرة جراء منع ترحيل جثامين ذويها المتوفين هناك إلى أرض الوطن، بعد قرار غلق الحدود المغربية لوقف زحف فيروس "كورونا" المستجد، الأمر الذي أزّم نقل جثامين موتى الجالية المغربية في المهجر، علما أن عشرات الوفيات لا تربطها أي علاقة بوباء "كوفيد-19". وتوجد مئات الجثث العالقة في القارة الأوروبية والآسيوية حيث ينتظرها مصير غامض في ظل "تردد" الرباط في ترحيلها من بلد الاستقبال، وتتوزع بين فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وأستراليا وتركيا، وغيرها، ما اضطر بعض الأسر إلى دفن موتاها في العديد من المدن الأوروبية التي فاضت جثثًا بسبب غياب أمكنة في المقابر. ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن قنصليات المملكة في الخارج لا تستطيع التحرّك لترحيل جثامين موتى الجالية المغربية المتضررة من وباء "كورونا"، بالنظر إلى أن قرار غلق الحدود سيادي؛ ومن ثمة، فإن إرجاع الجثث إلى البلد الأصلي رهين بالرباط. لذلك، ناشدت مئات الأسر، حسَب مصادر هسبريس، الملك محمدا السادس التدخل لإرجاع الجثامين إلى بلدها الأصلي، رغبةً منها في دفن موتاها وفق الطقوس الإسلامية، وتنفيذاً لوصيتهم بالدفن في المدن التي ينحدرون منها، داعية الدبلوماسية المغربية إلى تنقيل الجثامين فقط عبر طائرات مخصصة لذلك. وفي هذا الصدد، قالت أسرة البفروري التي تقطن في بلجيكا إنها تضرّرت من غلق المغرب لحدوده الجوية والبحرية، وأعربت عن تفهمها للقرار السيادي للمملكة، لكنها أبدت غبتها في دفن أب الأسرة بمسقط رأسه، مشددة على عدم وجود أي عواقب صحية ذات الصلة بإرجاع الجثامين إلى البلد الأصلي. وبعدما أشارت الأسرة، المنحدرة من جماعة "تيزغان" ضواحي شفشاون، إلى تدخل بلدان إقليمية لجلب جثث "ضحايا كورونا"، توجهت بالنداء إلى ملك البلاد قصد فتح الحدود أمام المتوفين، مبرزة أن وصية الأب قبل مماته كانت هي الدفن في بلده الأصلي، ما يجعل تنفيذ الوصية عاتقاً على الأبناء، وفق شهادتها. وتابعت الأسرة عينها، في حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، قائلة: "والدنا يتوفر على تأمين صحي منذ 1968، ولم يغيّر جنسيته أبدا حتى يحافظ على حقوقه المغربية، لأنه ظلّ مخلصا لبلده الذي أحبه دون شروط"، وزادت: "نطالب بإرجاع جثة أبينا فقط إلى المغرب حتى يتم دفنه وفق الطقوس الإسلامية، وتنفيذا أيضا لوصيته".