نظرا لتعذر تنظيم عمليات نقل جثث الموتى إلى بلدانهم الأصلية بسبب توقف وسائل النقل، دعا المجلس العلمي المعتمد لدى الهيئة التنفيذية للمسلمين ببلجيكا، أسر الأشخاص الذين وافتهم المنية على نحو طبيعي، إلى أن يقوموا بدفن جثث موتاهم في المقابر العمومية، لاسيما في المقابر التي خصص جزء منها لدفن أموات المسلمين. وجاء في بلاغ لرئيس هذه الهيئة الدينية، الطاهر التجكاني، أنه ونظرا للظروف الحرجة التي يمر بها العالم أجمع في هذه الأيام، جراء انتشار فيروس كورونا، وما ترتب عليه من آثار، حتى أدى الأمر في أوروبا إلى أن تعطلت وسائل النقل البرية والبحرية والجوية، ومع تعذر تنظيم عمليات نقل جثث الموتى إلى بلدانهم الأصلية، فيجوز لأسر الأشخاص المتوفين «دفن الميت في البلد الذي توفي فيه بالمقبرة العمومية، وخاصة في المقبرة التي خصص جزء منها لدفن أموات المسلمين». العالم من جهته، دعا سفير المملكة في روما، السيد يوسف بلا، أفراد الجالية إلى اتخاذ الحذر من أية محاولة تهدف إلى استغلال الأوضاع النفسية للمواطنين فيما يخص مسألتي ترحيل جثامين المتوفين بشكل طبيعي ونقل المسافرين إلى المغرب. وأضاف بلا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يتعين على أفراد الجالية المغربية المقيمين في إيطاليا «التحلي باليقظة واتخاذ الحذر، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية العصيبة التي يعيشها هذا البلد على خلفية تفشي وباء كورونا». فبخصوص طلبات ترحيل جثث المواطنين المتوفين بشكل طبيعي إلى المغرب، أوضح بلا «أنه منذ طرح هذا الإشكال الذي هو في العمق قضية إنسانية نقدر أبعادها الروحية والشخصية ما فتئت السفارة والقنصليات العامة تبحث عن الوسائل والسبل الكفيلة لترحيل الجثث». وأضاف أنه « في الوقت الراهن وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها إيطاليا والعالم بأسره من أجل الحد من انتشار وباء كورونا، بات من المستحيل، بالنسبة لهذه السفارة والقنصليات العامة بإيطاليا، تلبية رغبة أسر المواطنين المتوفين بشكل طبيعي لترحيل جثث ذويهم للمغرب»، موضحا أن الرحلات الجوية مغلقة دوليا والحدود البرية والجوية للمملكة مغلقة أيضا ،»وبالتالي فهو إشكال لا يخص فقط إيطاليا بل كل الجاليات المغربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم». وقال السفير «نتفهم ألم وحزن أسر المتوفين ونثمن عاليا رغبتهم في دفن ذويهم بأرض الوطن مما يترجم مدى ارتباطهم الروحي وتعلقهم العميق بوطنهم الأم. ولكن وللأسف الشديد يستحيل في الظروف الاستثنائية الراهنة على المستوى الدولي تلبية هذه الرغبة»، ودعاهم « كبديل وحيد متوفر لحد الساعة، إلى دفن ذويهم بالمقابر الإسلامية بإيطاليا، الأمر الذي لا يمنع بعد عودة الأمور إلى حالتها العادية، وإن رغبت الأسر في ذلك، من استخراج الرفات وترحيلها». وأضاف أن هذا البديل الوحيد في ظل هذه الظروف «أفضل من ترك الجثث داخل مستودعات الأموات، الأمر الذي يتنافى مع أخلاقياتنا الاجتماعية وقيمنا الدينية التي تدعو إلى إكرام موتانا». وحسب المعطيات الواردة من القنصليات العامة المغربية في ايطاليا، فانه لم تسجل لحد الساعة أية حالة وفاة في صفوف افراد الجالية المغربية ناجمة عن وباء فيروس كورونا.